حذّر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب من القنوات الفضائية التي تحاول استغلالهم والزج بهم في قضايا حساسة ومشكلات تسيء بها الى دينهم والى شريعة الاسلام ووطنهم وولاة امرهم، وضد الامن والاستقرار وتحاول من خلالهم اثارة التشويش والبلبلة على قضايا الامة، وتحميل هؤلاء الشباب مالا يحتملون، وتوريطهم في كلام واحاديث لا يدركون مغبتها ومبتغاها، ونصح سماحته ابناءه الشباب ان يكونوا حذرين من هذه القنوات المسيئة، وان يلتحموا بولاة امرهم وقيادتهم، وان يلتزموا بما امرهم به الله ورسوله، وان ينضبطوا بالضوابط الشرعية، وان يعرفوا ان من اعداء الاسلام من يحقد على النعم التي انعم الله بها على بلادنا المباركة من امن واستقرار وتآلف وتحاب وتلاحم وخير. وقال المفتي العام ان كثيرا من المحطات والقنوات الفضائية تحاول ان تستغفل بعض شبابنا وتدعوهم الى المشاركة ربما للزج بهم في امور لاغراضهم الشخصية ومصالحهم واهدافهم دون ان يبالي هؤلاء الشباب بهذه الاهداف ولكن قد تغريهم هذه الفضائيات باسلوبهم الجذاب والاغراءات التي تستغل طيبة هؤلاء الشباب والزج بهم في امور هم في غنى عنها، وقد تكون بوابة لاعداء الاسلام والحاقدين عليه ليشتتوا صفوف ابنائه ويحملوا الامة ما لا تحتمل. وقال: على الشباب ان ينظروا فيما يقولون ويتريثوا قبل ان يتكلموا ويدركوا مغبة اقوالهم، لاننا نشاهد ما يجري حولنا من فتن وقلاقل واضطرابات وعدم استقرار يحدث في بعض البلدان، فليس المهم ان ينشر الشاب اسمه على الناس او ان يظهر على فضائية، او ينقل عنه حديث او كلام ولكن المهم ان يدرك حقيقتها وما اذا كان كلامه سوف يستغل الاستغلال السيء . جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها سماحته أمس في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم وخصصها للحديث عن النصيحة ، وكيف نقدمها والشروط الواجب توافرها في من يقدمون النصيحة وحدد سماحته الضوابط التي لابد ان يلتزم بها من يقدم النصيحة وادب النصيحة، وقال سماحته: ان الناصح هو من يتحدث بالخير ويحذر من الشر اما من يدعو الفساد ويعادي الخير فبئست هي النصيحة، وكذلك ان يختار الناصح الزمان والمكان والظروف المناسبة المعينة لقبول النصيحة، وكذلك الناصح لابد ان يتصور الواقعة التي ينصح فيها ولا يكفي ان يقول هذا حلال وهذا حرام، ولا يحجر على احد لاننا في عصر تصارعت فيه الافكار والثقافات والانتقال بحثا عن المعلومات من موقع لآخر ومن قناة لأخرى متاح للجميع، واسلوب وخطاب الامس ليس اسلوب وخطاب اليوم،الناس الان تقرأ وتسمع وتشاهد ولابد من طرق ووسائل واساليب اقناع مختلفة، هناك من تلوثت افكارهم ببعض الاراء المخالفة وهناك من يدعون ان الإسلام لا يصلح لهذا الزمان المختلف المعقد، ومن يدعي ان شريعة الله لا تصلح ان تطبق الان، وان الربا هو السائد في اقتصاديات العالم وهناك من يطعنون في الدين ويشككون فيه ومن يرفضون القول بان الاختلاط محرم بين الرجال والنساء ولابد من مواكبة الحضارة فعلينا ان نناقش هؤلاء باسلوب مختلف وبخطاب يكشف الحقيقة التي غمّت عليهم ونوضح لهم حقيقة الامور والفرق بين شريعة الله والقوانين الوضعية والدمار الذي احدثه الربا في المجتمعات وما المجتمعات التي تفشى فيها الاختلاط، نريد خطابا جيدا واساليب مقنعة وفكرا واسعا واستيعابا للجميع لايضاح الحق ورسالة الاسلام .