منذ زمن ونحن نراه كل يوم حتى صارمَعْلَمًا آدميًا مماثلاً لمعالم جدة البارزة ،إن لم يكن أبرزها ولكن المَعْلَم هذه المرة مختلف كليًا فهو روح ممزوجة بعرق النضال والكفاح الشريف من أجل لقمة العيش ،يجلس هذا المَعْلَم داخل ماتبقى من عربته المتهالكة ، تلفح الشمس وجهه لتكسوه بسمرة رسمت على قسماته قسوة الزمن وسطوته التي لاترحم، تمضي أيامه موغلةً في صمت الكفاح، ودوائرها تلتوي في طريقه ، فترمي بثقلها على عاتقه ، تحاصره أينما حل ومتى ما ارتحل، فلا يملك إلا صدى العناء المر الذي يسكن زوايا تلك العربة ، وكفاحا يرسم لنا صورًا مختلطة من عمق التجربة و المعاناة والأحلام منعقدين جميعهم بقلة الحيلة،حين تسأل هذا العم الذي لا أعرف اسمه عن حاله يجيبك والبشاشة على محياه مقلبًا النظر في بضاعته المعروضة ...الحمد لله مستورة!!.وحين تنظر إلى عربته يخيل إليك أنها بستان أثمرت تربته قطاف الأطايب الخضراء ، فنثرت في المكان حولها عبق النعناع المديني والحبق والدوش ، وفوق طاولةٍ صغيرةٍ اصطفت قناني مخلل الليمون وأكياس الشابورة ، لم يكن صاحب هذه العربة مزاحمًا لغيره في الرزق ، ولا كان لعربته ثقل على الأرض ، ومن العجيب أن بضاعته يمكن الحصول عليها في أي مكان آخر ! إلا أن المذاق هنا و من هذه العربة ومع بضاعة هذا المكافح الشريف مختلف كليًا ، ربما هو الرزق الذي ساقه الله لهذا الرجل العفيف . حالة كفاح تكشف لنا خواء الكثير من المتقاعسين والمضيعين لفرص الكسب الحلال ،والمتكسبين المستلبين جهد وكفاح الآخرين ..فليتحسر أولئك على أنفسهم . حالة الكفاح هذه تدعونا للتأمل والتدبر لتكشف لنا أن صاحبها ذو إرادة مؤمنة وقوية لاتعرف المستحيل ولاتهزمها العقبات ولا الظروف . حالة كفاح وقفت في وجه الزمان والمكان والإنسان والآلة بلا خطط ولا ميزانيات ولادراسة جدوى ولامناقصات ولا.. ولا .. مرصد... رجل الكفاح هذا ما زال رغم تقدم السن به مثابرًا مواصلاً يتنقل بيننا وأمام أعيننا ليشحذ همة من يعقل ويدرك أن الكفاح و العمل الشريف قل مردوده أو كثر يرقى إلى شرف النفوس وغناها. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (76) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain