جنرال إلكتريك شركة من العيار الثقيل. وهي ذات حضور قوي في السوق السعودية، ولها مصالح كبيرة في بلادنا. ولأنها تدرك ذلك، فقد أنشأت مركزاً لصناعة وتكنولوجيا الطاقة في مدينة الدمام. وهو كما يُقال من كبريات المنشآت البحثية التابعة للشركة على مستوى العالم، وبلغت تكاليف إنشائه 75 مليون ريال، وسيوفر تدريجياً 500 فرصة عمل حتى عام 2015م. وتضم المنشأة كذلك مركزاً متخصصاً للتدريب يقدم أحدث البرامج التعليمية في المجالين التقني والإداري للسعوديين، كما يسهم في تطوير تقنيات جديدة في قطاع خدمات الطاقة. أهلاً وسهلاً ومرحباً بكل المشاريع المماثلة، وهي للأسف قليلة! قليلة! نعم! ولكن كيف يمكن أن يتبدل الحال لتصبح كثيرة! ما هي الخطوات اللازم اتخاذها كي ترد هذه المؤسسات الاقتصادية والصناعية الأجنبية شيئاً من المعروف لبلادنا؟ الحقيقة أن غالب هذه الشركات (والعملاقة منها تحديداً) لا تمانع في المبادرة بإنشاء مراكز مشابهة لو أنا اتبعنا الخطوات الصحيحة المناسبة، وعلى رأسها المشاركة بجزء من التكلفة وتسهيل الإجراءات الإدارية والرسمية والحد من البيروقراطيات التي تفضلها بعض العقليات المتكلسة. وفي البال عشرات النماذج من الشركات الأجنبية التي لم نحسن الاستفادة منها لجلب تقنيات متقدمة إلى البلد ولتوظيف عناصر وطنية شابة مؤهلة. خذوا مثلاً شركات السيارات اليابانية التي تكتلت جميعها، فشاركت في إنشاء معهد تدريب واحد في حين كان من المفترض أن تقدم كل واحدة منها مشروعاً منفرداً. وأما شركات السيارات الألمانية، فلم نر لها أثراً إيجابياً واحداً حتى الآن، وكذلك حال الأمريكية التي دخلت البلاد منذ عقود طويلة. وأما شركات السيارات الكورية القادمة بقوة، فيُنتظر منها أن تبادر فتقدم شيئاً ذا بال. وكذلك الحال مع شركات الطاقة الأخرى مثل سيمنس وشركات صناعة الطائرات وشركات الإلكترونيات الضخمة مثل سوني وسامسونج وإل جي وتوشيبا وغيرها. هناك العشرات من الصناعات التي استفادت من التسهيلات الكبيرة التي يسمح بها اقتصاد البلاد، ومع ذلك لا نرى لها حضورا في المجتمع سوى ما تجنيه من أرباح هائلة نهاية العام، في حين نقف نحن متفرجين سلبيين!! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain