موجة الغلاء التي نعيشها في وطننا الغالي كثيرا ما تشهد تفسيرات عدة وغير منطقية من قبل التجار الذين كثيرا ما يعزونها إلى مشكلة الغلاء العالمي الأمر الذي يجعل المواطن الكريم يعيش في حيرة من أمره نتيجة التغيرات نظرا للاستغلال الواضح من قبل التجار ، أو حتى الباعة على الطرقات من خلال عملية الشراء العشوائية من قبل المواطن ، فترى الأب يدفع عربة داخل المحل أو السوق ، وكذلك الأم بالإضافة إلى الأبن أو البنت الأمر الذي يزيد من جشع أولئك التجار تجاههم ، فتجد السلعة واحدة في عدة محال لكن أسعارها متفاوتة من محل إلى آخر بعكس البلدان الأخرى التي تحارب ارتفاع السلع دون مبرر . جشع التجار ليس محكوما بقانون ما يردعهم عن الجشع المتواصل كون تلك المتاجر التي يملكونها تدار بأسعار مختلفة كل حسب هواه حتى وصل بالبعض منهم إلى تخزين تلك المواد أو البضائع كي يتحكموا في السوق فيما بعد . عموما هذا الجشع يستمر طوال العام حتى يأتي الشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك ليشهد مرحلة غريبة من أولئك التجار يستعطفون من خلالها المواطنين ، ألا وهي السبق إلى عملية التخفيض على بضائعهم ، وكأنهم يريدون من خلال هذا العمل التكفير عما فعلوه من جشع تسبب في خواء الجيوب الفقيرة ، ليس هذا فحسب بل وصل بالبعض منهم إلى تقديم الجوائز القيمة من سيارات ، وأدوات كهربائية ، وقسائم شرائية ... وغيرها من الجوائز التي تنسي المشتري هم الغلاء الذي عاشه لفترات طويلة على مدار العام . نحن الآن على اعتاب شهر رمضان الكريم هذا الشهر الذي لم يبق له سوى أيام قليلة ليحل ضيفا عزيزا على قلوب المؤمنين الطاهرة ، لكن الملاحظ في هذا الشهر المبارك عملية الإسراف الشرائية من قبل المواطنين للمواد والمنتوجات الغذائية ، أو حتى الأواني المنزلية ، فتجد الكثير من الناس ممن يشترون فوق طاقاتهم متناسين أن هذا الشهر شهر عبادة يتقرب به الإنسان إلى ربه من خلال عمل الخير والبعد عما يغضب الخالق عز وجل والتي منها عملية الإسراف التي نهى الله عنها في قوله ( ولا تسرفوا ) هذه العملية التي يتسابق ويتفاخر بها كثير من الناس نتيجة جهل ، أو عدم وعي منهم لما يقومون به . وأخير نحن بحاجة ماسة إلى التدخل السريع من المسؤولين ممن يحاربون أرتفاع الأسعار لوقف هذا الجشع الرهيب والذي يشهد ارتفاعا ملحوظا بشكل غير طبيعي ، ومن أصحاب الفضيلة العلماء في التحذير من عملية الإسراف التي نشهد أزديادها من المواطنين وكذلك تذكير التجار بمخافة الله عز وجل والبعد كل البعد عما يغضبه عز وجل . عبده بلقاسم المغربي- الرياض