من الواضح أن عملية حرق أو إحراق الدكتورعصام شرف رئيس وزراء مصر تمت أو تتم بمهارة. لقد جيء بالرجل من ميدان التحرير بحيث يكون حجة على الشباب الغاضبين والناقمين على كل فساد. ولقد تصور الرجل أنه بالفعل رئيس لحكومة 25 يناير فإذا به وبالبيئة حوله رئيس للحكومة التي تركها الفريق أحمد شفيق وبقايا تلك التي تركها أحمد نظيف وكأن أحمد كما يقول المثل المصري زي الحاج أحمد. لقد أدركت القوى الجهنمية أن الرجل يحظى بمكانة معتبرة لدى جموع الشباب ومن ثم فإن أي قرار يتخذه الرجل يفترض فيه الصدق وحسن التوجه والنية، كما أن أي مطالبة أو نداء أو توجيه يصدر منه أو عنه هو بالتأكيد في صالح المجموع لا في صالح مجموعة فلان أو علان. وطالما كان الأمر كذلك فلتصدر ندءات العفو وقرارات البراءة ونظريات عدم إقصاء الحزب الوطني وأطروحات عجلة الإنتاج، وشهر وراء شهر تخمد جذوة الشباب أو عيال الفيس بوك كما أسماهم مرشح رئاسي محترم وينتهي كل شيء. إن أحدًا لا يشكك في كون شرف ابنا من أبناء ميدان التحرير، ومن ثم فإن مهزلة في ملعب كرة وبلطجة على الطريق الدائري وتصريح من هنا وآخرمن هناك يمكن أن تساهم في إثبات المطلوب إثباته وهو أن الرجل القادم من ميدان التحريرلا يمكن أن يقود حكومة مصر في هذه المرحلة.. وتأكيدًا على ذلك وبشهادة نائبه الذي اختاره بنفسه فإن شرف «مثل البسكويتة .. رجل رقيق أكثر من اللازم»! شيئًا فشيئَا يتأخر كل شيء ..ويشعرالشباب أن شرف لم يعد كما كان، ويبدأ الكتّاب والمفكرون في الغمز ضد الرجل الرقيق الذي سيتحول في مقالات بعضهم في صحف الدولة الرئيسية فضلا عن تلك الثورية إلى الرجل الضعيف وصاحب اليد المرتعشة..ثم كان ما كان وخرج الناس من جديد للتظاهر في ميدان التحرير ضد المتباطئين والمتراجعين والناكصين والمتواطئين أجمعين قبل أن يطل الدكتور شرف على شاشة التلفزيون متعهدًا بأنه سوف يقرر وسوف يكلف وسوف يسوي! هنا تبدأ عملية الاحتراق الذاتي وتشتعل الثورة من جديد لكنها ضد شرف هذه المرة.. الشباب في الميدان غاضبون منه، والكتاب ثائرون عليه، ومرشحو الرئاسة بطبيعة الحال مع كل ما يطلبه الشبان! على أن عملية الحرق المتعمد فضلا عن الاحتراق الذاتي لم تقتصر على هذه الظواهر، فالمحاكم ترفض طعن النائب العام، ووزير الداخلية يرفض ما قرره رئيس الحكومة، والشباب في الميدان يهددون بإغلاق المترو بعد أن أغلقوا ميدان التحرير. هكذا تمضي الأمور بحيث تصبح استقالة شرف وليس وزراء الحكومات السابقة مطلبًا شعبيًا! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain