عندما قامت الثورة المصرية قال الجميع لعله خير فإرادة ورغبة الشعب المصري في التغيير فوق كل اعتبار ، واحترام إرادة هذا الشعب العزيز على قلوبنا كانت من أولويات توجهات قيادتنا الرشيدة من خلال الدعم السياسي والاقتصادي لشعب مصر ومجلسه العسكري وحكومته بما من شأنه المساهمة في استقرار مصر ... وقد برزت مؤخرا بعض التطورات التي تمثلت في تصاعد التجاذبات والتوترات الداخلية والتي بدأت من خلال وسائل الإعلام مرورا بمنتديات الفكر والسياسة بما أفرزت من بعض الغليان للشارع أدى إلى العودة الى ميدان التحرير والاعتصام به تحت مطالب الإسراع في تنفيذ متطلبات الثورة وعدم المماطلة وإقصاء ومحاكمة رموز الفساد ومن تسبب في مقتل الأبرياء أثناء الثورة وهي مطالب مشروعة، والعودة إلى الميدان يمكن أن يكون مقبولا إلى حد ما عند البعض في هذه المرحلة .. ولكن من خلال استقراء الوضع أجد إن استمرار هذا الوضع التظاهري والاعتصامي قد يسرع بقرارات وينفذ بعض المطالب ولكن بصورة مرتجلة وعشوائية بعيدا عن التروي والحكمة والتأني بما قد لا تكون في مصلحة أهداف الثورة على المدى البعيد بجانب انه لايخفى إن هناك الكثير من الأعداء المتربصين بمصر وبعض الأيادي الخارجية الخفية قد وجدوا ضالتهم من خلال هذه التظاهرات والاعتصامات عبر استغلال جيل من البلطجية والمنتفعين والمندسين تحركهم للتخريب وبث نار الفتنة ، بجانب ما يفرزه استمرار هذه الظاهرة من تقمص ثقافة من الصعب التخلي عنها مستقبلا .... ياشباب مصر يامن حركتم وأوقدتم ثورة مصر كونوا أكثر دهاء وتعقلا وذكاء فلا تفوتوا انجازات ثورتكم فالصبر والتعقل حكمة وكما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله «الثائر عليه أن يهدأ حتى يبدأ البناء « ، وإعطاء المجلس العسكري والحكومة فرصة لإدارة شؤون البلاد واستتباب الأمن والاستقرار أمر مهم لتوفير مناخ يعيد ترتيب المجتمع المصري فكريا وسياسيا بعيدا عن التشنجات والشعارات « والجمع التي لم نعد نحصى أسماءها « وبما يساهم في التغيير والإصلاح عبر تعزيز دور النخب ومؤسسات المجتمع المدني لخلق أنماط جديدة من التفكير ، فانخرطوا يا شباب مصر في تأسيس هذا الفكر السياسي الحديث ....انخرطوا في تأسيس وإنشاء أحزاب سياسية تعبر عن فكركم وتطلعاتكم .... انا شخصيا على ثقة بان رجالات وشباب وإعلام مصر قادرون على تجاوز هذا النفق الضيق بأقل الأضرار لتعود لنا مصر العروبة .. ارض الكنانة ...اقوى وأفضل [email protected]