شدّد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة على إن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ليستا بحاجة لحشد الجهود لتشكيل هويتهما الخاصة وذلك لما تحظيان به من صبغة التوحيد والإيمان، وقال سموه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بقصره مساء أمس بمناسبة إعلان المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م وبحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وجمع كبير من أهالي المدينةالمنورة والمثقفين والإعلاميين: إن ما تتمتّع به هذه المدينة المباركة من خصائص تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية أهلتها لتكون عاصمة للثقافة ورمزاً لوحدة المسلمين وارتباطهم بعقيدتهم السمحة. وأضاف سموّه إن من نعم الله سبحانه وتعالى أن أكرمنا في هذه البلاد بالأمن والاستقرار وتوحيد الكلمة تحت راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأكرم هذه الدولة المباركة بأن حملها مسؤولية ورعاية خدمة الحرمين الشريفين وإعمارهما، فقدمت في سبيل ذلك كل ما في وسعها للمحافظة على هذا الشرف العظيم من خلال الاهتمام الدائم بهما حتى أصبحا على ما هما عليه الآن من سعة وتطور وفرت الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار، ولأن المدينةالمنورة قد انطلقت منها الرسالة الإسلامية لتعم أرجاء الأرص، فقد استمرت تحمل شعار الثقافة الإسلامية على مدار الزمن حيث يفد إليها الناس من كل بقاع الأرض للصلاة في المسجد المبارك والتشرّف بالسلام على خير البرية عليه أفضل الصلاة والتسليم. وزاد الأمير عبدالعزيز بن ماجد: إنه لشرف عظيم للممكلة العربية السعودية ان يتم اختيار مكةالمكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2003 والمدينةالمنورة عام 2013، فهاتان المدينتان تحظيان بخصوصية فريدة لهما فقط، ففيهما الحرمان الشريفان ومنهما شع نور الإسلام وإليهما يتجه المسلمون في رحالهم، وإذا كانت جميع مدن العالم تحشد جهودها لتشكيل هويتها الخاصة فإن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ليستا بحاجة إلى هذا الحشد لصبغتهما بنور التوحيد والإيمان فلا ينافسهما في ذلك أي مدينة، وكم هو جميل أن يلتقي المسلمون في هذا المكان الطاهر لترسيخ مفهوم الوحدة الثقافية الإسلامية، وتكريس قيم التسامح والوسطية ونبذ كل اشكال التطرف والإرهاب. واشار أمير المدينةالمنورة إلى أن جهود المملكة في خدمة الامة الاسلامية لا تخفى على أحد وستظل تحمل الفكر الإسلامي الصحيح لمحاربة قوى التطرف والظلام، وهذا بلا شك يحمّلنا مسؤولية عظيمة لا بد أن ندرك أبعادها ونعي أهميتها، وقال سموه: إني على يقين تام بأن أهل طيبة الطيّبة اهل لهذه التطلعات لأن تجربتهم في هذا المجال معروفة وقد مدحهم الله بقوله جل شأنه «يحبون من هاجر إليهم» فنالوا شرف الزمان والمكان وظل ذكرهم وسيبقى إلى قيام الساعة، وهذا الاختيار سيكون حافزاً لهم لتقديم المزيد من العطاء والشعور بالمسؤولية.. إن هذه المناسبة تعني الكثير للمملكة بحكم دورها الريادي لخدمة الإسلام والمسلمين، وكونها في المدينةالمنورة سيترتب عليها مسؤولية أكبر بأن تكون متناسبة مع عظم المكان وأهميته.