استمرت الاحتفالات في شوارع جوبا امس (10 يوليو) بعد يوم من استقلال جنوب السودان ليصبح أحدث دولة في العالم. وازدحمت الشوارع بالسكان ولوح الكثير منهم بأعلام بلدهم الجديدة و رفعوا لافتات تحمل رسائل للنوايا الحسنة لبدء عهد جديد. وقال لابور اندرو وهو مقيم في جوبا: «سنتولى شؤون أنفسنا وبالتالي ستكون الأشياء بجوارنا وسنلمسها بدلا من السفر بعيدا والحصول على جوازات سفر من مكان ما الوقت يمر وتحدث اشياء تعطلنا لكن هنا ستكون الأشياء بيننا وسنحصل عليها في الوقت الذي يناسبنا.» وقال ماريال كوير وهو من سكان جوبا ايضا: «مازلنا نحتفل ومازلنا نرقص. سنحتفل طوال هذا الشهر.» وكان المشهد مختلفا فى اليوم الثانى لانفصال الجنوببالخرطوم اذ ساد الحزن الكثير من سكان العاصمة السودانية وقال ياسر ادريس وهو فنان شعبي يجلس في طريق قريب من النيل في عاصمة الشمال: «انني سعيد لاستقلالهم وأعتقد انه سيفيدهم هم ومستقبلهم.»واضاف: «لكن في نفس الوقت انا حزين لانني أشعر بأن جزءا مني قطع على عكس قناعاتي.»واتفق معه في الرأي زميله الفنان محمد محيي الدين الذي قال متسائلا: «وهل سننفصل فنيا أيضا؟ هل يمكنني الان ان ارسم امرأة جنوبية؟ وهل هي رمز لتراثي أم لا؟»وقال: «رسمت لوحة أطلقت عليها اسم (انفصال) تصوّر امرأة جنوبية تسير على مسافة تاركة وراءها كل ذكرياتها.» واتسم آخرون في الخرطوم بالتحدي وأصرّوا على ان الشمال -- حيث يعيش 80 في المئة من تعداد السكان البالغ 40 مليون نسمة -- كان مكانا أفضل بدون الجنوب الذي خاض معه حربا لفترة طويلة.وقال صالح أحمد علي وهو مدرس ثانوي: «انه أفضل حل للجميع ان يصبحوا مستقلين. اننا مختلفون تماما ولنا دين مختلف وثقافة مختلفة.» وقال شماليون آخرون : إن اقتصاد الشمال ربما يكون في الطريق نحو أوقات صعبة بعد ان خسر 75 في المئة من انتاج النفط الذي يقع في جنوب السودان. وقال رجل يدعى البدري سعى الى فترة راحة من الحر تحت ظل شجرة: «نحن بلد واحد وهذا خطأ» .