تناولت في مقالي الأسبوع الماضي د.طارق الحبيب الذي أحدث شرخا اجتماعيا وشرخا دينيا لا يمكن أن يعالج بالسهولة التي يتصورها أخونا طارق . فالمتابع للتعليقات على مقالي يلحظ أنه يقول لنا هو ومن يدافع عنه أنه يجب عليكم أيها الكتاب أن تصمتوا وتقفلوا الموضوع , فالرجل اعتذر وانتهى الموضوع ؟!! فليس لأي أحد الحق في إبداء الرأي أو نقد ما يقول طارق الحبيب لأنه اعتذر وكأننا ككتاب نعمل لديه موظفين وبالتالي فانه لا بد من تركه وشأنه ليسفسط ويقول علينا ما يشاء؟!! البعض ممن يتحدثون باسم طارق الحبيب اتهموني بتصفية حسابات على الرغم أنني لا اعرفه إلا عندما تهجم على أهلنا في الشمال والجنوب وعلى رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام , ثم تارة أخرى اتهموني بالحسد والعياذ بالله وقالوا « أن كل ذي نعمة محسود»؟!! انا لا أعرف على ماذا أحسده على تهجمه وإثارة النعرات القبلية والعرقية ، التي يعاقب عليها نظام النشر الأخير وبالتالي عليه أن يدفع خمسمائة ألف ريال لكل مواطن في الشمال والجنوب , أم على استنقاصه لشخص رسولنا الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام فإن محاكمنا جديرة بردعه وأمثاله؟ إذن أين هذه النعمة التي احسده عليها؟!! . ثم آخر يقول علي بأنني غير متخصص في علم النفس العلاجي وهنا سوف أمد رجلي , كما فعلها أبو حنيفة ولا أبالي ، فالبكالوريوس في علم النفس الاكلينكي من جامعة عين شمس في القاهرة عام 1978م ، أي قبل حصول أخينا طارق على دبلوم الطب النفسي من جامعة الملك سعود عام 1994م بست عشرة سنة , أي عندما كان في الصف الخامس أو السادس الابتدائي . ثم عملت مباشرة أخصائيا نفسيا لمدة سنتين في مستشفى الرياض المركزي» الشميسي» بعد أن تلقيت تدريبا مكثفا لمدة ثلاثة أشهر في مستشفى الصحة النفسية بالطائف بحي «شهار» , ثم حصلت على الماجستير في التخصص ذاته من جامعة بتسبرج كانسس في أمريكا عام 1983م ، بعدها عملت ثلاثة أشهر معالجا نفسيا في مستشفى الصحة النفسية بالطائف ثم عملت كأول مدير لمستشفى الصحة النفسية بالرياض في حي عليشة لمدة سنتين من عام 1403 ه وحتى 1405, ثم حصلت على الدكتوراه في علم النفس الإرشادي الاكلينكي من جامعة أوهايو الأمريكية ، وعملت قرابة أربعة أشهر في العيادة النفسية في مؤسسة إصلاحية بمدينة لانكستر في ولاية أوهايو في أمريكا، كجزء من التدريب العملي، وأكملت متطلبات ولاية أوهايو الأمريكية لكي يرخص لي بمزاولة المهنة ( بالطبع بعد أن اجتاز الاختبارات من قبل الجمعية النفسية الأمريكية وأنظمة الولاية المطلوبة) ولكن رجعت لكي أخدم بلدي، وعملت مديرا لمستشفى الأمل للمدمنين بالرياض ما بين الفترة 1408ه و1409ه ، وتم تصنيفي «كاستشاري نفسي» والترخيص لي بمزاولة المهنة من قبل هيئة التخصصات الصحية السعودية « ، ثم اتجهت إلى الأبحاث وأنجزت خمسة عشر بحثا ميدانيا بجهودي الذاتية, وبجانب عملي أدرس مادة علم النفس لمدة ست سنوات ومازلت إلى الآن في كليات الرياض لطب الأسنان والصيدلة لطالبات وطلاب طب الأسنان والصيدلة وغيرها من التخصصات الأخرى وباللغة الانجليزية. بالطبع لا أريد أن أقحم كامل سيرتي الذاتية ولكن لكي يعرف القارئ الكريم أننا لا نسفسط ونعطي لأنفسنا ألقابا لا نستحقها. أما من يطلق على نفسه «البروفيسور» الأخ طارق فعندما نظرت إلى سيرته الذاتية وجدت أنها في موقع «تعزهوست» يقول فيه عن نفسه أنه: « يحمل البروفسور والاستشاري في الطب النفسي طارق علي الحبيب شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة الملك سعود، ودبلوم الطب النفسي من كلية الطب جامعة الملك سعود 1994م ، وشهادة الاختصاص في الطب النفسي من الكلية الملكية بأيرلندا عام 1995م ، وشهادة البورد الأردني في الطب النفسي عام 1996م، وزمالة الطب النفسي من كلية الطب بجامعة الملك سعود 1996م ، والتخصص الدقيق من بريطانيا 1997م». انتهى النص المقتبس حرفيا من الموقع ذاته. أنا لا اعرف كيف يطلق على نفسه «بروفيسور» وهو لم يحصل على الماجستير وإنما دبلوم ؟!! وإذا سلمنا جدلا بان هذا الدبلوم يعادل الماجستير فأين الدكتوراه يا حبيبنا طارق؟ فالمعروف علميا أن لقب بروفيسور هو لمن حصل على الماجستير والدكتوراه وتدرج في السلم الأكاديمي وفق المعايير والمتطلبات للكلية والجامعة وذلك على النحو الآتي: يبدأ أستاذا مساعدا ثم يترقى إلى أستاذ مشارك ثم يترقى إلى أستاذ, أو باللغة الانجليزية بروفيسور؟بيت القصيد هنا وما نريد الوصول إليه هو أين العلاج النفسي المتخصص فيه أخونا طارق ؟ جله في الأدوية والعقاقير وسنتين بعد الطب العام؟ أحد المعلقين على مقالي طلب مني التفريق ما بين الطب النفسي والعلاج النفسي لنقول للقارئ الكريم أن الطبيب النفسي هو متخرج من كلية الطب وواصل تعليمه في تخصص الطب النفسي وليس العلاج النفسي, أي أنه يتعامل بشكل رئيس مع الأدوية ، أي العقاقير التي تهدئ المريض العقلي ولا تعالجه كون الأمراض العقلية ليس لها علاج إلى الآن ،وهي في العادة تنقسم إلى قسمين : مطمئنات صغرى ويطلق عليها باللغة الانجليزية Minor Tranquilizers ، ومطمئنات كبرى ويطلق عليها Major Tranquilizers إلى غيرها من العقاقير الكيميائية . أما العلاج النفسي فيقوم به الأخصائي النفسي الإكلينيكي المتخصص بالعلاجات النفسية التالية : العلاج الفردي والعلاج الجماعي والعلاج العائلي وتأخذ شكل الجلسات النفسية الفردية والجماعية واستخدام الاختبارات النفسية المتعددة كاختبارات الذكاء واختبارات الشخصية والاختبارات الإسقاطية والاختبارات العضوية وغيرها من الاختبارات النفسية التشخيصية . وبالتالي لا يحق للطبيب النفسي أن يمارس العلاج النفسي عن طريق الجلسات النفسية كما تخصص فيه الأخصائي النفسي الاكلينكي وتطبيق الاختبارات النفسية ؟ كون الطبيب النفسي لم يدرس بتعمق نظريات علم النفس العلاجية ومدارسه وتكنيكاته المتعددة والاختبارات النفسية وغيرها مثلما درسها وتعلمها المعالج النفسي الإكلينيكي. ولو افترضنا جدلا أنه تعلمها فان الطبيب النفسي تعلمها ولكن ليس بذلك القدر الذي يجعله يعالج عن طريق الجلسات النفسية . كما أن الأخصائي النفسي الإكلينيكي لا يحق له أن يصف أدوية إلى جانب العلاج النفسي كونه ليس طبيبا نفسيا متخصصا بالتعامل مع الأمراض العقلية .والسؤال الذي يطرح نفسه من هو صاحب اليد الطولى في العلاج للأمراض العقلية والمشاكل النفسية ؟ والإجابة لا أحد له اليد الطولى في العلاج لأننا يفترض أن نعمل كفريق واحد , بجهد مشترك من أجل مصلحة المريض الذهاني «Psychotic» وكذلك مصلحة العميل العصابي Neurotic»», يتكون من الطبيب النفسي الذي يتعامل مع الأمراض الذهانية « العقلية» بالعقافير , والأخصائي النفسي الذي يعالج بالكلام Speech Therapy»», والأخصائي الاجتماعي في العلاج الاجتماعي وممرض أو ممرضة والطبيب أو الممارس العام . إذن عمل الفريق العلاجي هو عمل تكاملي وبالتالي فان وزارة الصحة عليها إقفال أي عيادة طب نفسي لا يوجد فيها ذلك الفريق العلاجي ليس ذلك فحسب بل إن هيئة التخصصات الصحية السعودية ووزارة الصحة عليهما مسؤولية التأكد من أن المتخصصين النفسيين والاجتماعيين في تلك العيادات لديهم ترخيص بمزاولة المهنة وإلا فان تلك العيادات للطب النفسي سوف تنشر الإدمان على المهدئات الصغرى والكبرى في مجتمعنا, وسوف تصبح فقط أماكن جباية وابتزاز لجيوب المراجعين لها , كما أن على وزارة الصحة وبخاصة للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين أن يكونوا سعوديين لأن من أسس العلاج النفسي هو أن يكون المتخصص هو من نفس بيئة المريض أو العميل وملماً بها لأنه يفهم العادات والتقاليد وثقافة المجتمع . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (19) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain