لم يمنع د.محمد الشرقاوي كونه عالماً وفيلسوفا وصاحب أكثر من 22 مؤلفاً في الفلسفة ومقارنة الأديان، من أن يمارس هوايته الأساسية بأن يكون «جنايني» وأن يكون جامع بذور زراعية من كل دولة يذهب إليها في رحلاته العلمية التي جاب فيها العالم، فهو دائماً يعتز بالقول «أنا جنايني وفلاح برتبة فيلسوف مسلم». وبعيداً عن حياته العلمية الطويلة يقول د.محمد الشرقاوي أنا من المفضلين لرياضة المشي وأمارسها يومياً وبعد ذلك القراءة ليس فقط في مجال الفلسفة الإسلامية وإنما في كل ما يتعلق بالفكر الإنساني والفكر الإسلامي بشكل عام، والاهتمام الشديد بتلاميذي وطلابي الذي تحول بالتدريج من مهنة إلى هواية مفضلة. غضب الوالد ويقول الشرقاوي بدأت دراستي الجامعية طالباً بجامعة الأزهر وكانت أسرتي في صعيد مصر تعلم أن نجلها يدرس في جامعة الأزهر وكانوا مسرورين جدا بذلك، وفجأة اتخذت قراراً بالانتقال إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة دون العودة إلى والدي ووالدتي، فغضبا غضباً شديداً ولكني وعدتهم بالتفوق في مجالي الجديد، ومن أطرف المواقف التي تعرضت لها أنه عندما قمت في أكسفورد قمت في وسط الليل للوضوء والاستعداد للصلاة قبل النوم وكانوا قد نبهوا علينا بضرورة الحرص على مفتاح الغرفة، فمن شدة العجلة بدلاً من أن آخذ مفتاح الغرفة أخذت مفتاح حقيبة السفر وعندما توضأت وعدت لغرفتي اكتشفت هذا الخطأ وكانت درجة البرودة تحت الصفر، وقفت في الشارع بملابس الوضوء لفترة طويلة حتى قارب موعد أذان الفجر وكل من يمر بي ينتابه الاستغراب الشديد إلى أن رزقني الله بأحد الطلاب الذي ساعدني خاصة أنه لم يكن هناك أحد موجود من إدارة الغرف الفندقية التي نسكن فيها. الخيارات الثلاثة ويتذكر د. الشرقاوي أحد المواقف التي تعرض لها فيقول عندما جاءتني فرصة السفر للعمل بالخارج، وكان المسؤول عن التعاقدات صديقي وهو رجل سعودي وهو الشيخ صالح بن سعود آل علي وقد خيرني بين ثلاثة أماكن يمكنني السفر إليها على نفقة المملكة بين إسلام أباد بباكستان أو الرياض أو المدينةالمنورة، فقلت له سقط الاختيار فبعد ذكر المدينةالمنورة لا يوجد أي اختيارات أخرى، وحزمت حقائبي وأسرتي وذهبت إلى المدينةالمنورة ومكثت فيه ثلاث ليال فقط استمتعت فيها بالمسجد النبوي الشريف، وبعدها ذهبت للكلية التي سأعمل بها قام العميد بالاتصال بإدارة الجامعة في الرياض وشاء الله عز وجل أن الذي يقوم بالرد على الهاتف على غير المتوقع هو صديقي الشيخ صالح فأخبرني أنني لن أعمل في المدينة ولكنني سأعمل بالرياض، فذهبت إلى الرياض وعملت بها خمس سنوات وبعد هذه السنوات الخمس أرسلتني الحكومة المصرية إلى إسلام أباد لأتولى نائباً لرئيس الجامعة هناك فأكرمني الله عز وجل بالجمع بين الاختيارات الثلاثة دون ترتيب مسبق. وحول علاقته بالموسيقى والطرب يقول د.الشرقاوي عندما أكون في حالة كتابة أو قراءة أو تأليف أو أي عمل علمي، أحب أن استمع للموسيقى الهادئة، وأنا عاشق للاستماع للقصائد الملحنة المغناة مثل القصائد التي تشدو بها فيروز وأم كلثوم عبدالحليم وغير ذلك، وأظن أن استمتاعي بها أن الشعر نفسه موسيقى فعندما يلحن بالموسيقى ويغنى يصبح هناك تمازجاً بين هذين النوعين من الموسيقى فتصبح موسيقى على موسيقى، وأنا أيضاً أشاهد الأعمال الدرامية التلفزيونية فأهوى مشاهدة الأعمال التي كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة مثل ليالي الحلمية والمصراوية وغيرها. حقوق الأسرة وحول علاقته الأسرية وهوايته المفضلة داخل المنزل يقول د.الشرقاوي أنا رجل كأني خلقت للعلم ولكني في منزلي وبين أسرتي أخلع عباءة العلم وألبس عباءة الأب، كما أنني أعشق حديقة منزلي وأهوى الزراعة وأقوم بتقليم الأشجار بنفسي لدرجة أن ابنتي تلقبني ب»الفلاح الفيلسوف»، وتقول لي دائماً أنت فلاح ورئيس قسم فأنا «جنايني « بارع وكلما استيقظت أسرتي في الصباح غالباً ما تجدني أعمل في حديقة المنزل رغم استئجاري لمن يرعاها ولكن أحب القيام بهذه الأمور، وأيضاً من هواياتي العجيبة أنني عندما أسافر إلى أي بلد في العالم أكون حريصاً على زيارة الأماكن التي تبيع البذور الزراعية وبذور النباتات والأشجار والزهور وهكذا وأشتري منها ما هو جديد ونادر، فأنا جامع بذور زراعية نادرة، فأنا مفتون بهذا الأمر كما أنني أجد نفسي قريبا جداً مع الأشجار وأتدبر من خلالها في قدرة المولى عز وجل في هذه الكائنات الحية. وحول رحلاته العلمية يقول د. الشرقاوي لقد تعددت أسفاري العلمية ومؤلفاتي التي تجاوزت 22 مؤلفاً في الفلسفة الإسلامية وعلم مقارنة الأديان وقد أكرمني الله عز وجل بأنني كنت من أدمج علم مقارنة الأديان مع علم الفلسفة الإسلامية في قسم واحد بكلية دار العلوم جامعة القاهرة