كان للمرأة بصفة عامة تواجد ملحوظ بدورة هذا العام بالمهرجان من خلال فيلم «بوليس» للمخرجة الفرنسية ماريون، وقد كسب تعاطف لجنة الحكم أيضًا فيلم «الجمال النائم» للمخرجة جولي لي الذي لم يحظ بنفس الاهتمام، كذلك فيلم لين رامزي «نحتاج للحديث عن كفن» لم يحظ بالقبول المرجو، إلا أن الممثلة المعروفة (تيلدا سوينتون) أبدعت في دورها في الفيلم ما أعطى له أهمية المشاهدة، وقد حظيت هذه الأفلام باهتمام إدارة المهرجان. كما أن المرأة العربية حظيت باهتمام خاص من خلال اللبنانية نادين ليبكى عن فيلم «هلا لوين» والمغربية ليلى كيلاني، أما الفيلم اللبناني فقد حاز على جائزة «فراسواة» في مسابقة نظرة ما، والمغربية عُرض فيلمها في مسابقة نصف شهر المخرجين، وهو إنتاج فرنسي ناطق باللهجة المغربية، عمومًا أي فيلم يأخذ فرصة في العرض حتى وإن لم يفز فهو شهادة من المحكّمين على جودته، وأنه يحظى باهتمام خاص، فالمهرجان يحرص على عرض كل ما هو جديد، ويفرد مسابقة خاصة لافلام السينمائين الشباب من انحاء العالم، وخاصة دارسي السينما من كوريا إلى أمريكا الجنوبية إلى أستراليا، وقد اُختير 16 فيلمًا من بين 600 للعرض في المهرجان على النقاد والمتخصّصين بهدف اكتشاف المواهب الجديدة من دول العالم. فيلم المخرجة المغربية التي عرض لها فيلم «على اللوح» (SUR LA PLANCHE)، وهي المخرجة ليلى كيلاني في قسم نصف شهر المخرجين، وهو ثالث فيلم روائي للمخرجة عن مدينة طنجة، وسبق هذا فيلمان تسجيليان لنفس المخرجة عن مدينة طنجة أيضًا. تروي قصة الفيلم معاناة ثلاث شابات عاملات في مصنع تعليب للروبيان، ورغبتهن في تحقيق أحلامهن، يهديهن تفكريرهن في سبيل ذلك إلى استدراج الرجال وإغرائهم ثم سرقتهم. الفيلم يحمل رؤية فكرية وتحليل لمعاناة الفئة الكادحة من العاملات الشابات، وما يتعرضن له من تحرش في سبيل الرزق. أما الفيلم اللبناني لنادين لبكي الذي أخرجته ومثلت فيه، ويحمل هموم المواطن اللبناني الذي يضطر في بعض الأحيان إلى أن تنقسم الأسرة الواحدة بسبب الاختلاف المذهبي، وينقلب أفرادها إلى أعداء وذلك لاختلاف المبدأ او الاعتقاد. يحكي الفيلم هذا المضمون من خلال قصة حب رومانسية تجمع بين حبيبين مختلفي الديانة، فاستحقت بذلك جائزة المهرجان. الفيلم الدرامي المصري الوحيد «صرخة نملة» الذي عُرض على شاطئ الريفييرا، وقد ابتكر المهرجان قسم على البلاج (أي شاطئ الريفييرا) وذلك من كثرة الأفلام التي تأتي للمشاركة في هذه التظاهرة وتحظى باهتمام المنظمين، ولكن ليس لها مكان في المسابقة الرسمية. «صرخة نملة» سيناريو الكاتب طارق عبدالجليل الذي سبق وكتب سيناريو فيلم «عايز حقي» للكوميدي المصري هاني رمزي. بدأ تصوير هذا الفيلم قبل 25 يناير، والانتهاء منه بعد اعتصام ميدان التحرير وسقوط النظام، لذلك أراد المخرج وكاتب السيناريو استغلال الظرف الراهن وتغيّر المشهد الأخير من لجوء البطل لرئيس الدولة لحل مشكلته إلى الذهاب إلى الميدان والاعتصام مع الشعب، فكان المشهد مقحم على الأحداث، ومجاملة للثورة المصرية. عُرض هذا الفيلم خارج المسابقة. هناك فيلم آخر جدير بالتنويه، عُرض أيضًا ليس لجودته، ولكن لأنه أول فيلم فرنسي يحكي عن رئيس جمهورية فرنسا ساركوزي، وهو ما زال في السلطة، اسم الفيلم «الفتح» ويحكي مسيرة ساركوزي نحو السلطة منذ عام 2002 عندما عُين وزيرًا للداخلية حتى 2007 عندما أُنتخب رئيسًا للبلاد. الفيلم من إخراج (خافيير دورينغر) وسوف يُعرض في صالات العرض في نفس اليوم الذي يُعرض بالمهرجان، وذلك لا يحدث كثيرًا في هذا المهرجان في توقيت أقل من عام من السباق الرئاسي بفرنسا. وبذلك نكون قد ألقينا نظرة عامة على ما حدث هذا العام في المهرجان، ولنا رجعة أخرى في مهرجانات قادمة وأفلام جديدة.