طلبت باكستان من بريطانيا سحب بعض مدربيها العسكريين في أحدث مؤشر فيما يبدو على توتر العلاقات مع الغرب، بعد أن قتلت القوات الأمريكية زعيم القاعدة أسامة بن لادن الشهر الماضي، فيما أعلن زعيم بارز في حركة «طالبان باكستان» المحظورة انشقاقه عن الحركة بسبب معارضته للهجمات الانتحارية واستهداف المساجد والمدنيين الأبرياء. ويواجه الجيش الباكستاني اخطر ازمة منذ عقود في اعقاب الغارة التي وقعت في الثاني من مايو واسفرت عن مقتل زعيم القاعدة على ارض باكستانية بأيدي قوات اجنبية. وقال جورج شريف المتحدث باسم المفوضية العليا البريطانية في اسلام اباد امس: «طلبت الحكومة الباكستانية من بريطانيا سحب بعض فرق المعاونة في التدريب بصفة مؤقتة نتيجة مخاوف امنية». وأضاف أن السلطات الباكستانية حذرت من «مخاوف امنية» ولكن دون ذكر تفاصيل. ونقلت صحيفة الجارديان اليومية البريطانية عن وزارة الدفاع البريطانية تأكيدها سحب 18 مستشارا عسكريا على الاقل يساعدون في تدريب قوات امنية ضعيفة التجهيز تعرف باسم فيلق الحدود على مكافحة الارهاب. ومنذ غارة الثاني من مايو حرصت باكستان على الاستقلال عن رعاتها الغربيين وخفضت بشكل كبير عدد المدربين العسكريين من الولاياتالمتحدة الدولة الرئيسية الداعمة لها. وقال مسؤولون باكستانيون وأمريكيون إن عدد المدربين الأمريكيين خفض لاقل من خمسين من حوالى 120. وتخفيض اعداد المدربين مؤشر على التوتر الذي يسود التحالف الذي ما زالت واشنطن تراه ضروريا لنجاح الحرب في افغانستان المجاورة فضلا عن الحرب ضد القاعدة واتباعها. من جانب آخر، قالت قناة «جيو نيوز» الباكستانية الإخبارية امس ان الزعيم الطالباني الذي انشق عن «طالبان باكستان» يدعى الكوماندر مولانا فضل سعيد حقاني، وأنه أعلن لوسائل الإعلام انشقاقه عن حركة طالبان باكستان بسبب معارضته للهجمات الانتحارية على المساجد والأماكن العامة، لأنه يعتبرها حرامًا. وأضافت أنه أعلن كذلك عن تشكيل فصيل طالباني خاص به يحمل اسم «حركة طالبان الإسلامية». وأضافت المصادر أن فضل سعيد حقاني كان يشغل منصب القائد الإقليمي لحركة طالبان باكستان على مقاطعة كورام القبلية، وكان يمارس نشاط خطف السكان المحليين في مقاطعة كورام للحصول على الفدية مقابل الإفراج عنهم.