ما إن دخلت شاحنة شعير من المركز الجنوبي لمحافظة أملج حتى تجمع أصحاب المواشي أمامها للحصول على أي قدر من الأكياس.. وما كان من صاحب الشاحنة إلا التوقف والبيع عليهم قبل وصولها إلى مكان البيع المخصص لها في حراج «الأغنام». واضطر صاحب الشاحنة إلى البيع لكل شخص بمعدل «كيس واحد» بقيمة 40 ريالًا. ويؤكد المواطن طلال العنزي أنه لا بد من وضع لجان مشكلة من البلدية والإمارة ووزارة التجارة تقوم بعملية التوزيع لتفادي الزحام. كما أن وجود شرطة مهم لتنظيم عملية البيع لحين انتهاء الأزمة الراهنة وقال: ما شاهدناه اليوم غير مقبول. واجمع محمد السميري وحمد الفايدى ومحمد المرواني وسلامة الجهني على مطالبة وزارة التجارة والمالية بالتحرك وفك أزمة الشعير التي أصبحت مصدر إزعاج حتى ان بعضنا باع ماشيته لعدم مقدرته على «أعلافها». وقالوا: اليوم شاهدنا شاحنة تدخل أملج وتجمع عليها كثير من أصحاب المواشي وبعدها شاهدنا ثلاث شاحنات تدخل المحافظة واستبشرنا خيرًا لعلها تخفف من الازمة. وزارة المالية بدورها تؤكد أن قرار فتح باب الاستيراد لجميع التجار سيعمل على توفر الشعير وتخفيض الأسعار بصورة ملحوظة، وأن الهدف من الحصول على إذن الاستيراد هو لكسر الاحتكار، بعد أن شهدت السوق المحلية شبه احتكار وارتفاعًا في الأسعار. أما وزارة التجارة فتهددّ بين الحين والآخر بتشديد الرقابة على الأسعار وتطبيق أقصى العقوبات بحق المتلاعبين بالأسعار، إلا أنه يبدو أن هذه التهديدات لم تفلح بتطويق أزمة الاحتكار وارتفاع الأسعار في السوق المحلية. وبين وكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية سليمان التركي أن وزارة المالية بدأت في خطوة جديدة تسعى إلى توفير كميات من الشعير في جميع الجمعيات التعاونية بالمملكة، والتي يبلغ عددها 45 جمعية، بخلاف نقاط البيع التابعة لها. وطمأن «التركي» مستهلكي الشعير، ومربي الماشية بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق، أو الهلع، ونحن موجودون لخدمة الجميع، ومستعدون الآن وفي المستقبل، لافتًا إلى أن الشعير متوافر بكميات جيدة جدًّا، وفي الأوقات الحرجة أيضًا، حيث إننا مقبلون على موسم حرج، وهو شهر رمضان، وذو الحجة، وهذه من المواسم الحرجة، ولكننا مستعدون لها، وبلغت الكميات المتوفرة الآن مليونًا ونصف مليون طن من الشعير، وجارٍ التفاوض لجلب كميات مشابهة خلال الفترة المقبلة، وحسب تقديراتنا فإن الكميات التي تحتاجها السوق السعودية في اليوم الواحد هي 430 شاحنة يوميًّا، ولكننا نحرك ما يزيد على 830 شاحنة، بزيادة الضعف تقريبًا، وتختلف من منطقة لأخرى حسب تجهيزات التعبئة والشاحنات.