رغم أن مسألة ترجمة خطبة الجمعة في الجوامع التي يكثر فيها غير الناطقين بالعربية، من القضايا التي حسمت منذ وقت طويل وأفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله بأهميتها في تعريف غير الناطقين بالعربية بمضمون الخطبة وأن «المقصود من الخطبة نفع المخاطبين ولا يحصل ذلك إلاّ بلغتهم « وأكد «أن الحاجة للترجمة ضرورية ولا يتم للداعي دعوة إلاّ بذلك» الا ان ترجمة خطبة الجمعة مازالت متعثرة لأسباب كثيرة منها عدم توفر المترجمين، والأهم عدم وجود ميزانية لها رغم اهميتها،مما جعل الكثير من المحاولات النشطة تتعثر، ولا ينفي ذلك وجود تجارب في هذا الجانب ينفذها جامع الراجحي بشرق الرياض، حيث يوفر ترجمة بأربع لغات لخطبة الجمعة، ايضا تجربة مكتب الدعوة بشمال الرياض في تحديد عدد من الجوامع لترجمة الخطبة، وان كان الاهتمام اكثر بالجوامع التي بها مسلمون جدد او يجمع فيها المكتب عددا منهم، وهي ايضا التي ينفذها أشهر داعية للجاليات في الرياض الشيخ اسماتين طه الذي أسلم على يديه أكثر من أربعة آلاف شخص منذ عام 1985حتى الان. * عن تجربة ترجمة خطبة الجمعة في بعض الجوامع يقول الدكتور تركي الشليل المشرف على مكتب الدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بالرياض: إن خطبة الجمعة لها تأثير كبير على المسلمين جميعا . ويضيف: إن مكتب توعية الجاليات بشمال الرياض ينفذ تجربة ترجمة خطبة الجمعة في ثلاثة جوامع، ونستهدف في الاساس المسلمين الجدد الذين يتابعهم المكتب، ممن أسلموا ودخلوا في دين الله ولا يعرفون اللغة العربية، ولذلك من المهم جدا ترجمة الخطبة لهم وتعريفهم، بمضمون الخطبة لأنهم في الغالب لا يعرفون اللغة العربية، او لا يعرف أحدهم سوى كلمات منها . وعن كيفية انتقاء المترجم الذي يقوم بترجمة الخطبة قال الدكتور الشليل : لابد ان يكون المترجم يتقن اللغتين العربية واللغة التي يترجم بها خطبة الجمعة ومعتمدا من قبل مكتب الدعوة، وهو في الغالب من دعاة الجاليات، ثم نرفع باسمه الى وزارة الشؤون الاسلامية وهي المختصة بالمساجد لاعتماده .وعن المساجد التي يتم اختيارها لترجمة معاني خطبة الجمعة قال د. الشليل: هي الجوامع التي يوجد فيها عدد كبير من غير الناطقين بالعربية، او ممن يتم فيها تجميع المسلمين الجدد من قبل مكتب الدعوة، مشيرا الى جهود المكتب في هذا الشأن، وقال: إننا نريد أن يعرف هؤلاء مضمون خطبة الجمعة وهو أمر مهمّ جدا، وطالب أن تكون هناك جوامع معتمدة يتم فيها ترجمة خطبة الجمعة، محبذا ان تتوزع هذه الجوامع في غرب وشمال وجنوب وشرق العاصمة، لأننا نرى بعض المسلمين الذين لا يعرفون اللغة العربية، يجلسون في صلاة الجمعة ولا يفهمون شيئا، ومن ثمّ لا يستفيدون منها، واشار الشيخ خالد العثمان «امام وخطيب «إلى أهمية ترجمة خطبة الجمعة لغير الناطقين بها، وقال: إن لدينا عددا كبيرا من غير الناطقين بالعربية من المسلمين او المسلمين الجدد، وهناك من يعرفون اللغة العربية وهم نسبة كبيرة بحكم اقامتهم الطويلة في المملكة، ولكن هناك من لا يعرفون العربية وهم مسلمون، ويذهبون لصلاة الجمعة، ويجلسون داخل الجامع او خارجه اذا كان مزدحما، والمطلوب إيجاد ترجمة او تلخيص للخطبة بأكثر من لغة، لتحقيق الفائدة، وأشار الشيخ العثمان إلى أخطاء كبيرة يقع فيها هؤلاء الذين لا يتقنون العربية، ويذهبون لصلاة الجمعة، فنجد الكثير منهم يجلسون وخطيب الجمعة يخطب وهم يتحدثون مع بعضهم البعض!!، وهذا يبطل الصلاة لأنه لغو وانشغال عن الخطبة، وللأسف صارت هذه ظاهرة وقد حاول بعض الخطباء معالجتها بالتنبيه إلى أركان صلاة الجمعة وآداب سماع الخطبة .وقال العثمان : إن وزارة الشؤون الإسلامية أعلنت منذ ثلاث سنوات عن خطتها ترجمة خطب الجمعة للمصلين غير الناطقين بالعربية في عدد من المساجد. ومن جانبه أكد الشيخ سلطان الخثلان «امام وخطيب» على أهمية ترجمة خطب الجمعة, وقال : إنه مطلب رئيسي وهامّ في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن استفادة معظم العمالة الآسيوية المتواجدة في السعودية من خطب الجمعة محدودة لعدم إتقانهم أو تحدثهم اللغة العربية. وأشار اسماتين طه الذي يعد من أشهر دعاة الجاليات في المملكة الى تجربته في ترجمة خطبة الجمعة، ويقول انه يتم جمع المسلمين الجدد كل يوم جمعة قبل الصلاة في مقر الندوة العالمية للشباب الاسلامي، ونقوم بأداء الصلاة في أحد المساجد القريبة، وبعد ذلك نعود ونقوم بترجمة الخطبة التي ألقيت، وأكد «اسماتين» على اهمية ترجمة خطبة الجمعة خصوصا المسلمين الجدد او من دخلوا في الاسلام لأنها تثبتهم، مشيرًا إلى الجهود والمحاولات المبذولة في هذا الجانب، وقال : إنها مثمرة وجيدة ولا بد من تعميمها في الجوامع التي يحضر بها جاليات.