في مثل هذه الأيام من كل عام (موسم الاختبارات) تتفنن مقاهي الشيشة والأرجيلة في استقطاب الطلاب مستخدمة مختلف أساليب الإغراء والجذب، ومن ذلك تقديم أصناف الكيف كافة وبأرخص الأثمان، وعلى سبيل المثال لا يتجاوز سعر رأس المعسل من نوع «زغلول» الريالين. وكل ما يهم الكثير من العاملين بهذه المقاهي هو تحقيق المزيد من الأرباح، دون أدنى اعتبار لصحة ابنائنا التي تحرقها بالدخان، خصوصا مع الفراغ الذي يشعر به العديد من الطلاب عقب خروجهم من قاعات الاختبار، حيث يتجهون في مجموعات إلى المقاهي المنتشرة هنا وهناك، ولكل منهم اعتباراته ومبرراته الخاصة كالشعور بالرجولة او البطولة في بعض الاحيان والتي جسدتها لهم العولمة على شاشات الفضائيات والمواقع الالكترونية مختلفة التوجهات والاغراض. غياب المسؤولية فالريالان والاربعة وحتى العشرة كحد اقصى هي اسعار لا تتجاوز امكانيات هؤلاء الطلاب الذين يعتبرون فترة الاختبارات النهائية فترة تحرر وموسم لعمل كل ما يختلج في دواخلهم أيا كان.. يحدث ذلك في ظل غياب الرقابة المسؤولة سواء من الوالدين اللذين يعتمدان على وجود الابن في مدرسته لتأدية اختباراته ويتفرغان لمباشرة مسؤولياتهم العملية والحياتية الاخرى، وكذلك غياب المسؤولية الاجتماعية لمسؤولي بعض تلك المقاهي من جهة اخرى. لقاءات قد لا تتكرر يقول طالب التقته «المدينة» باحد مقاهي محافظة جدة امس مع عدد من زملائه: نعيش اياما ليست كباقي الايام، حيث نخرج اثناء ساعات الصباح من المدرسة على هيئة مجموعة من الاصدقاء قد لا نلتقي مجددا في العام المقبل، مما يتيح لنا مجالا واسعا لعمل عدد من الاشياء التي تتناسب وطبيعتنا كشباب من باب الاستمتاع بقضاء الوقت، فالمقاهي على سبيل المثال توفر لنا المكان المهيأ للجلوس والحديث والضحك ومشاهدة التلفاز مع طلب بعض المشروبات الساخنة والمكيفات الاخرى «كالشيشة» و»المعسل». وعن مضار هذه المكيفات يقول: نحن لا نستعملها دائما، ولا نعد انفسنا مدخنين الا أن محبتنا للاطلاع والتجربة في ظل الفرصة المهيأة تماما ومن جميع النواحي يجعلنا ننساق إليها. أسعار مغرية طالب آخر اكتفى بذكر اسمه الأول (ثامر) قال: ان بعض ادارات المقاهي تزيد من رغبتهم في زيارتها بما تقدمه من مميزات لن تتوفر في اي مكان آخر، فالمتعة والترفيه والاجتماع والضحك واستخدام ما تقدمه هذه المقاهي من مواد لا يتجاوز الخمسة ريالات احيانا، وهو ما يعد امرا خياليا، علما باننا لن نتمكن من الجلوس لنصف الوقت في اي مكان آخر بهذا المبلغ دون تناول اي شيء. لن نمنع أحدا مسؤولون في ادارات بعض المقاهي أجابوا على سؤال «المدينة» حول كيف يسمح لهؤلاء الأبناء بارتياد المقهي، بأنهم لم يتلقوا اي شروط ملزمة بمنع احد من الدخول، مضيفين: «بطبيعة الحال لن نرد زبونا يدفع لنا مهما كانت الظروف، باعتبار ذلك من الحريات الشخصية، خصوصا وان الطلاب الذين ياتون للمقاهى هم عادة فوق العاشرة وقد يتذمرون ويحدثون بعض الفوضى في حال منعهم من الدخول او ما شابه ذلك وسيذهبون في النهاية لآخرين يستقبلونهم ويحظون بما معهم من النقود!! لا نستقبل أقل من 18 عاما وفي هذا الإطار أوضح حسام محمود المشرف المسؤول في أحد المقاهي الكبرى والمشهورة وسط جدة أن «ادارة المقهى وببادرة شخصية منها تمنع دخول من هم أقل من 18 عاما، وذلك انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية، وقد وضعنا بذلك لافتة بحجم واضح ومقروء امام الباب، ليس ذلك فحسب بل تعاملنا فعلا مع ذلك بمنع الدخول منعا باتا لاي فرد اقل من الثامنة عشرة حتى ولو كان مع من هو اكبر من ذلك السن».