ما هكذا تورد الإبل.. مثل عربي قديم يقال لمن قصّر في الأمر، أو آتاه على تكلف، أو لم يأته على الوجه المطلوب منه وهو المثل الذي طرأ في ذهني بعد ما قرأت وتابعت عن بعد قضية منال الشريف والتي فجرت الموقف لتمتلئ الصحف يومياً بمقالات عن قضية قيادة المرأة للسيارة بين مؤيد ومعارض. وبالطبع لكل منهم وجهة نظره التي يجب أن تحترم. لكن يبدو أن البعض يفشل في كل مرة في استخدام الحوار وأساليبه للتعبير عن وجهة نظره والدفاع عن مطالبه، فمن دعوة للقيام بمظاهرة للمطالبة بقيادة المرأة السيارة إلى حملة العقال إلى حملة السكاكين والأحذية، وكل هذا لا أستطيع تسميته إلا عصيانا، وفوضى، وجهلا بلغة الحوار من جميع الأطراف. وبغض النظر عن رغبتي أنا أيضاً في قيادة السيارة دعوني أقول لكل امرأة ترغب بالمشاركة في هذا النوع من الدعوات والحملات للمطالبة بقيادة السيارة (ما هكذا تورد الإبل يا راغبات القيادة!). إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كان ولازال نصيراً للمرأة في كل قضاياها فهو –حفظه الله– يتفهم جيداً هذه الرغبة، فلا يستحق الوطن منكن كل هذا العصيان وإثارة الفوضى من أجل قضية القيادة وكلنا أمل أن المرأة ستحقق رغبتها في قيادة السيارة –وكما صرح حفظه الله ورعاه- من قبل أن قيادة المرأة السعودية للسيارة قرار اجتماعي، وهو بحاجة لمناخ ملائم على الدولة أن توفره. وكل ذلك لن يكون إلا لحماية المرأة من كل ما يتربص بها أثناء قيادتها للسيارة، فعليكن أن تكنَّ عوناً لولي الأمر، ولا تجعلن من أنفسكن ثغرة يدخل منها الأعداء لزعزعة استقرار هذا البلد من خلال دعوات مغرضة ليس في اهتماماتها احتياجات المرأة السعودية لكنها تتستر خلفها. لذلك عليكنّ بالصبر والتأني، والتحلي بأدب الحوار والطاعة لولي الأمر، لأنه وببساطة «الإبل تورد هكذا يا راغبات القيادة».