يُذكِّرني ما يَجري آنيًّا عبر بعض وسائل الإعلام من انتقادات على الخطوط السعودية بوجه مشابه تمامًا لتلك التي حدثت للمهندس عادل فقيه، وصالح التركي. معالي المهندس عادل فقيه كفاءة إدارية يعمل بفكر ورؤى وسجل مهني حافل بالإنجازات، وما شركة صافولا وإنجازاتها واستثماراتها إلاّ دليل على ذلك. عندما تولّى العمل بأمانة مدينة جدة أوجد للمدينة رؤى وخطة إستراتيجية لتطوير جدة للعشرين عامًا المقبلة. أوجد نظامًا للبناء، ومخططًا عامًّا للمدينة. أنشأ شركة جدة للتنمية والتطوير، كلية للأمانة لتدريب الموظفين وإعادة تأهيلهم، المرصد الحضري، العمل يُدار إلكترونيًّا. نال جائزة التميّز بمنطقة مكةالمكرمة، وجميع ما يجري تنفيذه آنيًّا ومستقبلاً من واجهات بحرية، وعشوائيات، وأنفاق، وجسور، وحدائق، وخلافه يعود له الفضل فيه، ولبرامجه وخططه التي وضعها. كل تلك الإنجازات لم تشفع له خلال فترة عمله في الأمانة أمام الصحافة، فشنّت بعض الصحف، وبعض كُتَّاب الرأي هجومًا وانتقادات تبعد كل البُعد عن الحقيقة والمصداقية، ولولا إدراك ومعرفة القيادة العليا بكفاءة ومقدرة عادل فقيه لكان ضحية لهذه الصحف، وما حدث لعادل فقيه جرى لصالح التركي أيضًا رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية، ورئيس جمعية البر سابقًا، بشأن القرض الحسن التي ادّعته شركة صدق، في حين أن القرض لم يكن قرضًا حسنًا، بل كان مقابل 20% من قيمة مشاركة شركة صدق في شركة ينساب، وبالرغم من نظامية القرض، وإيضاح رئيس جمعية البر مازن بترجي للصحافة بأن القرض لم يكن قرضًا حسنًا، إلاّ أن بعض الصحف، وبعض كُتَّاب المقالات تجاهلوا ذلك، وشنّوا هجومًا غير مبرر على الجمعية، وعلى صالح التركي، واتهموا بالفساد، محاولين التقليل من التركي، والتقليل من إنجازاته، وإساءة سمعته، والنَّيل منه، وهو من رواد العمل التطوعي والإنساني، وعندما أحيلت القضية إلى المحكمة، صدر الحكم الشرعي المميّز لصالح جمعية البر، وحصلت الجمعية على أكثر من 30 مليون ريال أرباحًا مقابل 8 ملايين ريال، ولم نقرأ أي اعتذار من تلك الصحف، أو هؤلاء الكُتَّاب للجمعية، وصالح التركي. المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، كفاءة إدارية، سجل مهني حافل بالإنجازات، خصخصة الاتصالات السعودية تُسجَّل له، تراكمات ضخمة ورثها منذ تعيينه بالخطوط منها: قِدم الأسطول، وكثرة أعطاله، وارتفاع تكاليف صيانته.. تضخم العمالة.. إيقاف الدعم الحكومي.. الخدمات المساندة لا تؤدي الغرض، ولا تعكس الصورة الحضارية.. أسعار التذاكر المحلية مثبتة من عام 1415ه.. نمو أعداد المسافرين. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم تخصخص الخطوط..؟! وما هي الحلول التي اتخذتها إدارة الملحم أمام هذه التراكمات، وتقديم خدمة عالية الجودة..؟! الملحم يجيب عن هذه الأسئلة عبر (برنامج بوضوح - القناة الأولى) قائلاً: خصخصة الخطوط قرار سيادي خارج عن صلاحياتي، ولا أعرف متى.. وبشأن الحلول التي اتخذت من قِبَل إدارة الخطوط وضع برنامج لخصخصة القطاعات المربحة مع مجموعة من رجال الأعمال، فتم تخصيص قطاع التموين ليُموّل بالإضافة إلى الخطوط 45 شركة طيران دولية، قطاع الخدمات الأرضية، قطاع الشحن، تخصيص 30% من قطاع الشحن، هذا القطاع كانت أرباحه 170 مليونًا، وبعد خصخصة 30% فقط حقق أرباحًا قدرها 350 مليون ريال، هذه الأرباح التي تحققت من التخصيص بجانب قروض مالية من البنوك اشترينا بها طائرات يكتمل عددها نهاية 2011م؛ لإحلالها مكان الأسطول القديم، ونحن بحاجة إلى 50 طائرة أخرى، ولكن ظروفنا المالية لا تسمح آنيًّا، لاسيما أن الدعم الحكومي توقّّف وأمورنا المالية نحصل عليها ذاتيًّا، قطاع الصيانة، وكلية الأمير سلطان سيكتمل تخصيصها خلال الأشهر المقبلة.. تضخم العمالة يزيد من خسارتنا، فلدينا 23000 موظف، ونحتاج إلى 12000 ألف، وأدت سيادية تثبيت أسعار الرحلات الداخلية إلى خسارتنا.. الحجوزات، وشراء التذاكر، وحجز المقاعد يتم ذاتيًّا عن طريق الإنترنت، وبنهاية عام 2011 سيتم استخدام أحدث أنظمة تقنية معلومات في العالم، كذلك تمت توسعة المقسمات الهاتفية لمركز الاتصال الموحد بنسبة 192%.. البنية التحتية للخدمات المساندة لا تؤدي الغرض المطلوب منها، ولا تعكس الوجه الحضاري. سؤال للملحم: هناك معاناة من تأخّر الرحلات، وكثرة الأعطال، وصعوبة الحجوزات، وخاصة الرحلات الداخلية، وإساءة المعاملة من قِبل بعض العاملين.. أجاب الملحم: تأخّر الرحلات، وكثرة الأعطال تكون بسبب الأحوال الجوية، وبسبب قِدم الأسطول، فطائرات 747 تعمل من 28 سنة، وطائرات إل أم دي 90 توقف تصنيعها، وعند اكتمال وصول الطائرات ستزول المعضلة. بشأن صعوبة الحجوزات، وتثبيت الأسعار، وعدم التفاوت أدّى إلى الصعوبة، وبنهاية 2011م سيطرأ تحسن كبير في خدمات الخطوط.. وبشأن العاملين، وإساءة معاملتهم للمسافرين، هؤلاء شبابنا السعودي، وهناك برامج لتأهيلهم وتدريبهم، وهناك برنامج لتحسين أداء العاملين في الصفوف الأمامية، التحق به ألف موظف. هذه بعض إنجازات الملحم في فترة وجيزة بالإمكانيات المتاحة لمَن أراد أن يبحث عن الحقيقة، وتكون لديه مصداقية فيما يكتب.. وهنا أتوجه إلى بعض كُتَّاب الرأي بالقول: نعم للنقد الهادف البنّاء، الذي يخدم تطوير الخطوط ومستقبلها، لا للنقد البعيد عن التجريح الشخصي، أمّا تصيّد بعض القصور من قِبَل بعض الكُتَّاب، واستسقاء المعلومة من غير مصدرها، وتأجيج الرأي العام لأغراض شخصية تؤدي إلى الإساءة إلى ناقلنا الوطني أمر مرفوض.. مجلس إدارة الخطوط برئاسة الأمير فهد بن عبدالله يعي ما يدور بناقلنا الوطني، وانتقد ما أُثير بشأن المصروفات النثرية الخمسة مليارات وثلاثمائة مليون ريال، وأكد على عدم صحتها.. واستخدام بعض وسائل الإعلام واستغلال الظروف الآنية لتحقيق مآرب شخصية لا تنطوي على قيادتنا.. كفانا حرقًا لكفاءاتنا الوطنية الإدارية. [email protected]