إجازة الصيف تطرق الابواب، وتقرع طبولها..وجدة مقصد الكثير من الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها فضلا عن كونها البوابة الرئيسة للحجاج والمعتمرين وزوار الحرمين الشريفين، تواجه مشكلة جديدة تضاف إلى سجل ما تعانيه من أزمات سابقة ومشكلات متعاقبة. معاناتها اليوم ليست من تزايد عدد المركبات بها فحسب، بل من إضافة أزمة جديدة إليها تمثلت في اغلاق كثير من شوارعها الرئيسة والحيوية الهامة نتيجة مشاريع تحرير الحركة المرورية عليها، ومايجري من أعمال حفر وهدم وترميم، ومما زاد الطين بلة أن هذه المشاريع انطلقت جميعها في وقت واحد. وهنا يطرح سكان عروس البحر الأحمر عدة أسئلة على أمل أن يسمعوا إجابات شافية لها، هل كان التوقيت مناسبا؟ ، لماذا يتم تنفيذها في آن واحد، خاصة وأن مثل هذه المشاريع زمنيا طويلة الاجل قياسا بأهميتها؟ ، لماذا لا تكون بشكل تتابعي لتجنب السلبيات المترتبة عليها قدر المستطاع او جزء منها على اقل تقدير؟ ،الا يشكل القيام بهذه الاعمال وفي هذا الوقت بالذات ضغطا على الطرق الاخرى بحيث تتكدس عليها المركبات وتتعطل مصالح الناس ؟ زد على ذلك الاختناقات المرورية وما قد تخلفه من حوادث لاقدر الله؟ الأزمة ستستمر «المدينة» تجولت في شوارع جدة واستمعت إلى معاناة عدد من سائقي المركبات في أكثر موقع، فماذا قالوا؟ بداية يقول عبدالمجيد محمد: إذا كان الوقت الزمني الذي يستغرقه في مشوار معين يتراوح بين 10 - 15 دقيقة، في السابق، اصبح في ظل هذه المشاريع يتطلب نحو ساعة كاملة، وهو يرى أن حل المشكلة بحاجة إلى وقت طويل جدا، وقد يستمر هذا الوضع المتأزم فترة طويلة ما لم تستجد صعوبات أخرى، واستدرك يجب ان يكون الحل جذريا ومنسقا ومنظما ووفق أسس وبرامج زمنية ومكانية محددة. الحفر ومياه الصرف ويرى بدر هوساوي أن ما سببته هذه الاعمال كثير ومتعدد من تعطيل وتأخير اضافة الى ان الطرق الفرعية البديلة مليئة بالحفر ومياه الصرف الصحي، يضاف الى ذلك انها ضيقة ولا تحتمل الاعداد الكبيرة من المركبات، فضلا عن أن هناك شاحنات عديدة كانت تعبر الطرق الرئيسة وبصعوبة، فكيف سيكون الحال مع الطرق الفرعية، خاصة وأن المشاريع لم تقتصر على شارعين او ثلاثة بل عمت عدة شوارع حيوية. معاناة يومية ويؤكد جابر السفياني أنه في معاناة يومية مع هذه الاعمال خاصة وانه له ابناء في مدارس متفرقة مما يؤدي الى تأخير بعضهم عن موعد الدوام الرسمي بشكل خارج عن ارادته بسبب بعد المسافة بين مدرسة وأخرى، وصعوبة السير في ظل الازدحام الشديد بالشوارع الفرعية والرئيسة على حدّ سواء. رؤية مختلفة واختلف عبدالله المطرفي عن سابقيه مشددا على أهمية القيام بهذه الاصلاحات المهمة والتي تهدف إلى راحة المواطن وتسهيل اموره، الا انه عاد وتساءل «لماذا كل هذا البطء في تنفيذ المشاريع الضرورية التي لاتحتمل التأخير ولاتقبل التأجيل ؟ ، بدورنا سألناه، وما سبب التأخير من وجهة نظرك ؟ ، فأجاب « السبب الرئيس ضعف المراقبة من جانب الامانة، وعدم متابعة مشاريعها بشكل صحيح». الأزمة لن تنتهي وذهب سامي العوفي الى أبعد من ذلك مؤكدا انه حتى بعد إنجاز هذه المشاريع التي نعاني من تبعاتها اليوم، لن تمضي سوى اشهر معدودة وتعود الأزمة مرة أخرى، أي أن الازمة مستمرة في نظري ولن تنتهي. لا الزمان ولا المكان اما المهندس نعمان السيد (صاحب شركة مقاولات وطرق) فيقول: لا الزمان ولا المكان مناسبا لمثل هذه المشاريع، فزمنيا لابد وان تكون مع بداية العام وليس على ابواب الاجازة، كما يجب الا تكون دفعة واحدة بل بالترتيب والاخذ بالاعتبار المناطق الاقل والاكثر ازدحاما، وتقسيم مواقع العمل، كما يجب ان تنفذ المشاريع بشكل دقيق وسليم. عقود الباطن وعلل التأخير واستمرار المشكلة احيانا، ومعاودتها مرات اخرى الى عوامل كثيرة من ابرزها قيام بعض الشركات والمؤسسات التي ترسى المشاريع عليها بإسنادها من الباطن لشركات ومؤسسات اخرى لا تملك من الخبرة والجدارة والمقدرة ما يؤهلها لإنجاز مثل هذه المشاريع، بل ان بعضها حديث عهد وغير مؤهل اطلاقا للقيام بمشاريع صغيرة، فكيف بمشاريع حكومية بهذا الحجم، وهي بدورها تسندها إلى غيرها، وهكذا الامر دواليك، وهنا تضعف القيمة الاصلية للمشروع وتقل معها الكفاءة والجودة. المرور: لجان مشتركة لتفادي الازدحام والاختناقات المرورية حول مايمكن القيام به من قبل ادارة المرور في ظل هذه الاعمال وكيفية تفادي اي اخطاء قد تحدث، قال مدير ادارة العلاقات العامة بادارة مرور جدة المقدم زيد الحمزي ل «المدينة»: تم بالتنسيق مع الامانة تشكيل لجان مشتركة لتفادي الازدحام والاختناقات المرورية وتنظيم السير في ظل الاعمال القائمة، وتخفيف الضغط على الطرق وذلك وفقاً لآلية مشتركة ومنظمة. وكان مدير ادارة مرور جدة العميد محمد القحطاني قد شدد في تصريح سابق ل «المدينة» على أن إدارته ستنفذ برنامجا متكاملا للخطة المرورية خلال صيف هذا العام، مؤكدا في السياق ذاته أنه تم التنسيق مع الجهات ذات الصلة لتسهيل الحركة المرورية.