عرضت تركيا على العقيد معمر القذافي ضمانات ليغادر ليبيا، لكنها لم تتلق ردًا. وفيما يستمر القتال في ليبيا، أعلن مصدر في واشنطن أن القذافي وجّه رسالة إلى الكونغرس الأمريكي (لم يتم التأكد من صدقيتها) دعا فيها إلى وقف لإطلاق النار وتأمين مساعدة إنسانية. يأتي ذلك، فيما قال متمردون: إن القوات الموالية للزعيم الليبي قتلت عشرين شخصا في قصف على مصراته. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان: إن حكومته عرضت على القذافي «ضمانات» مقابل مغادرته البلاد. وأضاف متحدثًا إلى تلفزيون (ان تي في): لا خيار للقذافي سوى مغادرة ليبيا، مع منحه ضمانًا. وتابع: قدّمنا له هذا الضمان، وقلنا له: إننا سنساعد على إرساله إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه. ومضى رئيس الوزراء التركي قائلا: «سنناقش المسألة مع حلفائنا في الحلف الأطلسي حسب الرد الذي سنحصل عليه، لكن للأسف لم نتلق منه ردًا حتى الآن»!!. وعبر أردوغان عن أسفه لأن العقيد القذافي والمحيطين به يواصلون «مقاومة التغيير فعلاً» مع أن الزعيم الليبي فقد إلى حدّ كبير مكانته القيادية بين قبائل البلاد. من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أن قائد القوة الدولية في افغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس، الذي سيتولّى قريبًا رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بحث في روما سبل التوصل إلى «حلّ سياسيّ» للنزاع في ليبيا. وفي نواكشوط، التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز مساء الجمعة وفدًا حكوميًا ليبيًا برئاسة عمران بوكراع أمين الشؤون العربية الليبي. وقالت وكالة الأنباء الليبية: إن البحث تناول «المساعي الإفريقية لحلّ سياسي للأزمة الليبية». ويأتي ذلك بعد يوم من قتال عنيف دار قرب مرفأ مصراته (200 كلم عن طرابلس) أكبر معاقل الثوار في غرب ليبيا. وأعلن المتمردون الليبيون أن عشرين شخصا قتلوا وجرح أكثر من ثمانين آخرين في قصف شنته القوات الموالية للزعيم الليبي لمنطقة غرب مصراتة بقذائف وصواريخ. وأفاد أحد الثوار أن القصف بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات طال على الأخص قطاع الدفينة الذي يبعد 35 كلم عن وسط مدينة مصراته. واضاف أن «عشرين شخصا بينهم مدنيون وثوار قتلوا وأصيب أكثر من ثمانين بجروح»، بينما أفاد الثوار أن قوات القذافي متمركزة على بعد عشرة كلم من الدفينة. وقال المصدر نفسه: إن «المتمردين نجحوا في صدّ هجوم على هذه المنطقة»، مشيرًا إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات القذافي. وتتعرض مصراته التي تحاصرها قوات القذافي منذ شهرين للقصف. لكن الثوار تمكنوا من تخفيف الضغط مطلع مايو باستيلائهم على المطار ما أبعد جزءًا كبيرًا من المدينة عن مرمى نيران القوات الحكومية. وفي واشنطن، أعلن مصدر أن القذافي أشاد بالكونجرس الأمريكي، لانتقاده الرئيس الامريكي باراك اوباما بشأن العمليات العسكرية التي يشنّها الحلف الأطلسي على بلاده. وتحدث القذافي في رسالة وجهها إلى الكونغرس ووقعها بصفته «قائد الثورة العظمى»، عن الجدل المتزايد حول ما إذا كان أوباما تجاوز صلاحياته الدستورية بإشراك قوات أمريكية في النزاع دون تفويض من الكونجرس. وقال الزعيم الليبي في الرسالة التي لم يوجهها إلى أي عضو محدد في الكونجرس: إنه تابع «باهتمام كبير» المناقشات في الكونجرس حول المشاركة الامريكية في الهجوم على قواته. واضاف: «نحن واثقون من أن التاريخ سيشهد على حكمة بلادكم في مناقشة هذه القضايا». واكدت مصادر عدة في الكونجرس ان الرسالة وصلت، الا أنها لم تؤكد صحتها. وفي رسالته أكد القذافي أن ليبيا تعوّل على كونجرس الولاياتالمتحدة لمواصلة التحقيق في نشاطات الحلف الأطلسي وحلفائهم في عمليات أودت بحياة 700 مدني على حدّ قوله. وكتب الزعيم الليبي أن عمليات من هذا النوع تشكل تدخلات غير مشروعة وغير مناسبة في ما هو حرب أهلية أساسًا، داعيًا إلى وقف لاطلاق النار وتأمين مساعدة انسانية. كما طلب القذافي مساعدة لتشجيع وتعميق العلاقات بين الأطراف في ليبيا التي تواجه خلافا حاليًا. من جهته، أعلن محامي عائشة القذافي أن ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي رفعت دعوى ثانية في باريس تتعلق «بجرائم حرب» و»قتل» بعد مقتل أربعة من أفراد عائلتها في غارة لحلف شمال الأطلسي نهاية أبريل في طرابلس. أما في نيويورك، فقد أثار احتمال حدوث جرائم اغتصاب جماعية في إطار سياسة محددة في ليبيا خلافًا بين خبيرة ومحقق في الأممالمتحدة.