أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء أن الظلم والنظم السيئة والسياسات الخرقاء والطمع والمفاسد والجشع هي السبب وراء الثورات التي نراها اليوم، مؤكدا على ان هذه المفاسد والمظالم للعباد والقتال وعدم الاستقرار والمخادعة هي التي كانت وراء هذه الثورات، وقال سماحته: إن السياسات الحكيمة وحفظ الحقوق ورعاية شؤون المواطنين والامن والاستقرار والتلاحم بين ولاة الامر والمواطنين هو السبب في الامن والاستقرار، مطالبا سماحته بوحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن التّهم بالرأي السديد وقال: إننا أمة متحابّة متعاونة والمسلم مطالب بأن يعمل على حفظ الحقوق وتقوى الله وأن يعمل على وحدة الصف، ونبذ الأكاذيب والأراجيف والشائعات المضرّة التي تفرّق الناس ولا تجمعهم. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها في الرياض والتي خصصها للحديث عن أسباب رحمة الله وحدّدها في عدة أمور هي: الايمان بالله وأسمائه وصفاته، وطاعة الله في السّر والعلن، واتباع الكتاب وتطبيق شرع الله، والانصات لتلاوة القرآن الكريم، وكثرة الاستغفار، والتوبة والرجوع لله، والصبر عند المصائب وعلى الابتلاءات، ليميز الله الصابر من الكاذب، والجهاد والهجرة في سبيل الله، والاحسان للخلق، والانفاق في وجوه الخير، والاصلاح بين الناس، والانفاق على الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واضاف سماحة المفتي العام قائلا: إن من أسباب رحمة الله بعباده صلة الأرحام، والرحمة بخلق الله ورحمة الضعفاء والمساكين وذوي الحاجة والمعوزين، والتحلل من مظالم الدنيا، وقيام ركعات في النصف الاخير من الليل، ، والحلق في الحج والعمرة، وعيادة المريض والدعاء له بالشفاء، واضاف: إن اسباب رحمة الله كثيرة ولكن ما أقل الاعمال وأكثر السيئات، فعلى المرء ان يتوب الى الله ويرجع للحق . واضاف سماحته قائلا: ان دين الله دين سلام واحسان ورحمة ، ودين الله جاء بالرحمة والاحسان بين الناس، وإن قلب المسلم يجب ان يكون ليّنًا رقيقًا رحيمًا يحب الخير والاصلاح والصلاح للناس اجمعين، يحب للمسلم ما يحب لنفسه، لا يغش ولا يخدع ولا ينافق ولا يظلم ولا يكذب ولا يوقع في البلايا ولا يشمت في المصائب والابتلاءات، يحسن للجميع ويعطف على الصغير ويحترم ويجلّ ويقدر الكبير، لا يتعالى ولا يتكبّر ولا يتصف بالغطرسة واحتقار الناس، يبتعد عن الحرمات ويصون الاعراض، فالمسلم له حرمة عند أخيه المسلم ولا يكذبه ولا يخذله ولا يظلمه، ولا يبحث عن مساوئه وعيوبه ونقائصه، وينشر سيئاته في الصحف والمواقع الالكترونية ويشهّر به، ويفشي مسالبه إما تصريحًا او تلميحًا، فهذا كله لايجوز لأن عيوب المسلم هي عيوب لأخيه المسلم يجب الستر عليه وعدم فضحها، ولا يفرح المسلم في ابتلاء أخيه ولا يشمت فيه، او يشجع في الفرح فيه . وطالب المفتي العام بوحدة الصف، وتوحيد الكلمة ونبذ القطيعة، وعدم الخلاف والاختلاف، ولا يعين المسلم أعداء الاسلام على المسلمين، ولا يجوز التستر على مجرم او قاتل او ارهابي او سافك دماء، ولا ممن تحوّلوا الى أداة في يد أعداء الاسلام على دينهم واوطانهم، وطالب المفتي العام الجميع العمل على الحفاظ على أمن اوطانهم واستقرارها.