فؤاد الهاشم كاتب كويتي بجريدة الوطن الكويتية، له عمود سماه علامة تعجّب ،يتميّز بسخريته الحادة التي تصل إلى درجة البذاءة. والذي يقرأ للهاشم منذ فترة طويلة يعرف أنه مدفع طائش يطلق الرصاص على الناس في كل اتجاه ودون سبب. لغة الهاشم متخمة بثقافة النصف الجنوبي من الجسد، فهو مولع بمناديل البكارة ومؤخرات المجاهدين، والسراويل المكسرة. ولديه قدرة على كسر التابوهات وجرأة على تغيير خارطة المقدسات. وقراءة مقالات الهاشم في صحيفة الوطن الكويتية أو العربية نت تشفّ عن مخزونه الثقافي وأفكاره وموقفه من العالم ووعيه بالحياة والإنسان. كتب عن المجاهد الفلسطيني نزار ريان الذي اغتالته القوات الإسرائيلية مقالا سماه النضال وسط ثمانية أفخاذ مكنيا عن زواج ريان بأربع نساء، وكأن نزار ريان ارتكب جريمة، وفي الوقت الذي كان العالم فيه يشيد بجهود الفريق ضاحي خلفان وشرطة دبي في كشف فريق الموساد الذي اغتال محمود المبحوح تحول الهاشم إلى جلاّد للفريق ورجاله، وألصق بدولة الإمارات تهمة التكتم على 118 مليون دولار كانت مودعة بحساب في الإمارات لحساب المبحوح حوّلت له من إيران ومن مكتب خامنئي، وتمكن الموساد من الحصول على أرقامها السرية من جهاز محمول كان بحوزة المبحوح. اليوم يفاجئنا فؤاد الهاشم بمقال عنون له: بقشّة الأردن والمغرب، تحدّث فيه عن خطيئة قرار مجلس التعاون الخليجي بدعوته لانضمام الأردن والمغرب للمجلس، وذهب إلى أننا غارقون في مشكلاتنا وبطالتنا، فلسنا بحاجة إلى إضافة أعباء جديدة، وتحدث عن الأردن خصوصا بلغة تنضح بالاستكبار، وتفتقد لأدنى درجات المشاعر الإنسانية، مما فتح عليه أبواب جهنم فكتب الدكتور محمد المسفر مقالا ساخنا بجريدة القدس العربي مقالا بعنوان: أيها النفطي المتخم برائحة الغاز، جرد فيه الهاشم من الوعي والحس الإنساني، وانتزعه من دائرة التاريخ والجغرافيا، مذكرا الهاشم بتاريخه ووجوده وماهيته، ومنتصرا لفكرة انضمام الأردن التي تمثل خزانا من خزانات الإبداع العلمي والثقافي للأمة العربية. وما لبثت إحسان الفقيه المدونة الأردنية أن سلت سكينها على الهاشم وسلخت جلده بمقال ناري يجمع بين حدة المرأة البدوية ووعي المثقفة الجديدة. الهاشم نموذج للمثقف العائل المستكبر الذي يتهم الآخرين بالعجز وهو يغوص في الضحالة حتى أخمصي قدميه. النفط نعمة لا ينبغي أن نحولها إلى لعنة علينا، ولقد رسم الهاشم وأمثاله بهذه اللغة صورة عن الإنسان الخليجي الذي يرى أن الآخرين أقل منه قيمة، في حين أن الآخرين يقدمون التضحيات ويهتمون بصناعة الوعي ويهتم بعضنا بتكريس الاستعلاء والنشاز وصناعة الرفوف للناس. هؤلاء علمونا، وشاركونا بناء هذه الأوطان، والأخلاق الإسلامية والنخوة العربية أبعد من خريطة سايكس بيكو، ومخافر الحدود. واليوم نفط وغدا قحط. والنهر الوحيد الذي لن ينضب هو نهر المحبة، وثقافة الإخاء، فإذا لم يكن دين فنخوة أعرابي. العائل المستكبر هو الذي يلبس ثوبا يابانيا، ويكتب على ورقة إندنوسية، ويلبس عمامة إنجليزية، ويأكل من حديقة شامية، ويركب سيارة ألمانية، ويظن أنه فوق الناس، مشكلة فؤاد الهاشم مثقف المؤخرات أن مؤخرته مكشوفة. [email protected]