اوردت الصحف و بعض القنوات التلفزيونية خبرا عن شاب سعودي يدعى «سعيد الزهراني « ابتكر بعض المخترعات. وتلقفته معاهد ومراكز تقنية الطيران في كل من روسياوالمانيا . وجاء هذا الخبر كما يلي : «تمكن شاب سعودي -يبلغ من العمر 19 عاماً- من ابتكار 10 اختراعات مدنية وعسكرية، كما تقدم بطلب حماية الملكية الفكرية لابتكاراته عالميّاً، ورصدت شركات ألمانية 15 مليون دولار مقابل تطبيق أبحاثه على طائرات إسعاف. وقدم له الروس مكافأة تعادل 400 ألف ريال» ترى هل تستطيع مراكز البحث لدينا تقديم مثل هذا المبلغ الذي يعتبر زهيدا في عالم البحث ، الى شاب في مقتبل العمر؟. ان بيروقراطية واجراءات الصرف على المبتكرين لازالت تسير بنفس النمط للعقود الماضية. وملاحظة اخرى ، هل نعطى الثقة و الدعم لافكار الشباب؟ بمعنى هل لو تقدم هذا الشاب الى مركز وطني باختراعه هذا قبل روسيا او المانيا ، فهل سيعتبر ابتكارا و يتم تبنيه؟هل سيعطى الثقة والجدارة في ذلك ؟.ان ثقافة الابتكار لدينا لازالت ناشئة. بينما يفترض ان يتم رعاية مئات الالوف من الطلبة المبدعين. ليخرج منهم عشرات المبتكرين .ان كافة الاختراعات في العالم بدأت من فكرة كانت تعتبر شاذة. ولكن التكثيف عليها بالعلم والبحث و التجارب اخرجها للوجود. فلنعط شبابنا من الثقة و الدعم و التشجيع ما يمكنهم من البروز على شاكلة هذا الشاب. الغريب ان هذا الشاب قد تلقى خطابات شكر و تسجيل براءات اختراع كما اشارت الصحف.ولكن مراكزنا لازالت تدرس وبروية طلباته في تسجيل الاختراعات. وهذا يدل بوضوح على بطء و تعقيد اجراءات التسجيل في مراكزنا. وهنا يجب على مراكز البحث والتسجيل لدينا ، اعادة تبسيط اجراءات تسجيل براءات الاختراع واختصار وقتها.ثم اين دور برنامج موهبة و نشاطات التعليم العام ؟ يفترض انها اول من يعنى بمثل هؤلاء المبتكرين و تقديمهم الى مراكز البحث.وهنا أؤكد ان المدرسة هي الراعي الاول للمبتكرين و المبدعين.فيجب ان تعطي الوزارة اهمية اكبر للنشاطات العلمية و اهتمام اكبر لاعضائها من الطلبة.حتى يكون لدينا العشرات او المئات سنويا من هم على شاكلة هذا الشاب وفقه الله. محمد ابراهيم الشريف - جدة