أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس الثلاثاء، أن القوة الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان قد تصبح «قوة احتلال» في حال استمرار الضربات الجوية التي توقع ضحايا مدنيين. يأتي ذلك، فيما كشفت وكالة الاستخبارات الأفغانية أن الاعتداء الذي أودى بحياة ستة أشخاص في شمال أفغانستان السبت الماضي، بينهم قائد شرطة وجنديان ألمانيان، نفذ بواسطة قنبلة تم التحكم فيها من بعد ولم يكن هجومًا انتحاريًّا. وفي تصريحات شديدة اللهجة، ذكّر كرزاي المجموعة الدولية بتاريخ أفغانستان الطويل في التعامل مع قوى الاحتلال، وقال كرزاي خلال مؤتمر صحافي في كابول «إذا استمر القصف الجوي على منازل الأفغان بعدما أعلنت الحكومة الأفغانية انه محظور، فإن وجود قوة الأطلسي سيتغير من حرب ضد الإرهاب إلى قوة محتلة». وأضاف «وفي تلك الحالة فإن التاريخ الأفغاني يعتبر شاهدًا على كيفية تعامل الأفغان مع قوى الاحتلال». وكان الرئيس الأفغاني يشير بوضوح إلى هزيمة قوى الاحتلال في أفغانستان لا سيما الاتحاد السوفيتي السابق الذي دخل أفغانستان العام 1979 وانسحب منها بعد عشر سنوات. وتأتي تصريحات كرزاي بعدما اصدر الأحد الماضي تحذيرًا أخيرًا للقوات الدولية اثر مقتل 14 مدنيًّا بينهم نساء وأطفال كما قال الرئيس الأفغاني، في ضربة جوية شنّها الأطلسي السبت الماضي. لكن قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) قالت إن الحصيلة تسعة قتلى، وقدمت اعتذارها عن الحادث الذي وقع في ولاية هلمند جنوب البلاد، بدون إعطاء أي تفسيرات حول الفارق في حصيلة الضحايا. إلى ذلك، أكدت وكالة الاستخبارات الأفغانية أن «اعتداء السبت»، نفذ بواسطة قنبلة تم التحكم فيها من بعد ولم يكن هجومًا انتحاريًّا. وقالت الإدارة الوطنية للأمن في بيان إن «الخلاصات الأولى تظهر أن الحادث لم يكن نتيجة هجوم انتحاري، بل إن متفجرات وضعت في رواق مكتب الحاكم». وفي ألمانيا، أكد مركز قيادة الجيش الألماني، فرضية تنفيذ الاعتداء بقنبلة، ما يتقاطع مع الخلاصات الأولية لخبراء قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان وفق ما أوضح الاثنين الماضي. وأشار مركز القيادة الألماني إلى قنبلة «شديدة الانفجار» استهدفت الجنرال محمد داود.