أكد الدكتور عبد الله سعيد آل غانم الغامدي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للهندسة المدنية وأستاذ هندسة موارد المياه والبيئة بكلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز أن الأنفاق ليست هي الحل المناسب في مدينة ساحلية مثل مدينة جدة، مشيرا الى أنه من الأفضل استخدام الجسور العلوية بديلاً عنها لعدة أسباب منها ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الكثير من أحياء مدينة جدة مما يتطلب إستمرار الضخ المستمر للمياه الجوفية خارج النفق، كذلك بسبب أن الأنفاق تكون عادة عرضه للغرق في حالة عدم وجود شبكة للشوارع المحيطة أو فشل الشبكة إن وجدت في تصريف المياه بعيداً عن الأنفاق . وقال ل “المدينة” : إن تنفيذ الجسور يكون عادة أسرع وأسهل من تنفيذ الأنفاق نتيجة لأن الحاجة إلى نقل وترحيل شبكات الخدمات الأرضية"المياه، الكهرباء، الصرف الصحي ، الهاتف تكون أقل في حالة الجسور منها في حالة الأنفاق. وأرجع ماتعرضت له الأنفاق بمحافظة جدة خلال كارثتي السيول الماضيتين والتي أدت لتجمع مياه السيول والأمطار بها مما أدى إلى إلحاق الضرر بالأرواح والممتلكات,إلى عدم وجود شبكات لتصريف مياه السيول والأمطار في الأحياء المجاورة لهذه الأنفاق ، مشيرا أنه عند ارتفاع منسوب المياه في الشوارع المحيطة بالأنفاق تدخل المياه إلى الأنفاق لتشكل أحواض مائية كبيرة مما أدى إلى غرق بعض المركبات وحدوث حالات غرق في بعض الأنفاق وتعطل حركة السير في محاور رئيسية بالمدينة . وأشار د.الغامدي الى أن المضخات الموجودة في الأنفاق صممت على أساس ضخ المياه الجوفية المتسربة إلى الأنفاق من طبقات التربة المحيطة بالنفق وضخ مياه الأمطار التي تسقط على الأنفاق مباشرة وليست مخصصة لضخ الكميات الكبيرة من المياه التي تتدفق إلى الأنفاق من الأحياء المجاورة لعدم وجود شبكة بها . وأكد أن الأمل معقود على المشروع العملاق الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي تم توقيع عقده من قبل صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة منذ أسابيع قليلة مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية لتصميم نظام لتصريف مياه السيول والأمطار بمحافظة جدة وحمايتها من الفيضانات، مشيرا الى أن المشروع سيتضمن وضع تصاميم لشبكات متكاملة لتصريف مياه السيول والأمطار بمحافظة جدة وحماية الأنفاق من المياه المتدفقة من الشوارع المحيطة بها .وأوضح ان ذلك يتطلب أيضا تعديل مناسيب مداخل ومخارج الأنفاق للحد من تسرب المياه إليها ووضع أنظمة صرف متعامدة مع الشوارع عند مداخل الأنفاق لاعتراض المياه المتدفقة ونقلها إلى شبكة تصريف مياه الأمطار، وكذلك رفع كفاءة المضخات الموجودة حاليا في الأنفاق وزيادة عددها .وأعتبر د. الغامدي الجسور والأنفاق منشآت هندسية لا غنى للمدن الحديثة عنها وأن الهدف منها هو تحرير التقاطعات من أجل تعزيز انسيابية الحركة المرورية في الشوارع مما يقلل من الاختناقات المرورية ويسهل تنقل الركاب والبضائع من مكان إلى آخر داخل المدن في أقصر فترة زمنية ممكنة، وتزداد الحاجة لها في مدننا الرئيسية في ظل غياب وسائل النقل الجماعية كالقطارات الكهربائية ومترو الأنفاق والمنوريل واعتماد المواطنين والمقيمين بشكل رئيسي على السيارات الخاصة للتنقل داخل المدن،مشيرا الى أن أمانة محافظة جدة بدأت منذ مدة في إنشاء عدد كبير من الجسور والأنفاق في التقاطعات الحيوية وستظهر النتائج الايجابية لهذه المشاريع بعد الانتهاء من تنفيذها ودخولها في الخدمة.