اختلطتْ سبل العتق في ضيق طال ازدحامه، والأبواق خلفها ملوّنين ينهقون بأقدامهم.. - يجب على الميّت أن يفسح لنا الطريق! تطوّع رجل أسود، أصلع، مربّع المكتفين، ليرتجل من بين اللعنات ملقيًا نظرة داخل سيارة من مات. ثم عاد ملتفتًا نحوي، ورمى ابتسامة حزينة لجمودي وبحلقتي. كأنما يُطمئن بوفاة طبيعيّة لا جناية فيها ولا انتحار، أو أنه كان يعاطفني مع روح لم يكن يعرفها.. ولكنه أدار وجهه مرة أخرى، ودقّ بظهر أصابعه النافذة بهدوء، دقّها كثيرًا، حتى لمحت سبابة الميّت من الزجاجة الخلفيّة ترتفع.. لقد كان يهدّد، أو إنه أشار إلى الجنة عدة مرات..