ثمة سؤال ما فتئ يُطرح عن أيّهما له أولوية: حماية النزاهة، أم محاربة الفساد؟! بالطبع الإجابة عن هكذا سؤال تتطلب منا القول بأنه لا يمكن، وربما يستحيل الشروع في محاربة الفساد أيًّا كان نوعه، أو درجته، أو لونه ما لم يتم بادئ ذي بدء العمل على تمنيع النزاهة، وتحصينها على نحو يدرأ عنها الإصابة بالعدوى في خضم بحر الفساد المتلاطم الأمواج، فالخشية على “النزاهة” “Integnty” من التلوث يُعدُّ أولوية، ويُقصد بالنزاهة في سياقات اللغة الترفّع عن المشين من الأقوال والأفعال، فالموظف النزيه يُقصد به نظيف اليد واللسان، الذي يربأ بنفسه عمّا يسيء إليها أو يدنسها. إن حماية النزاهة قبل محاربة الفساد ليس أولوية وحسب، وإنما ضرورة خاصة وأن مَن يتصفون بالسلوكات النزيهة أقلية؛ ممّا يفرض على المشرّعين أن يعملوا على وضع أنظمة وقوانين تعمل على حمايتهم لكي لا يتم إغراؤهم واستدراجهم إلى أتون السلوكات القميئة. إن من مظاهر الفساد التي تشيع في المجتمعات الثالثية تنامي الثروات “مجهولة النسب”. لقد كشفت لنا رياح التغيير التي ما برحت تهب على عالمنا العربي أن تنمية الثروات، وسرقة أقوات الشعوب كان أولوية على تنمية المجتمعات التي فاض بها الكيل، وانطلقت إلى الباحات لتفريغ الاحتقانات!! ضوء: “إذا أحسنت القول فأحسن الفعل” [email protected]