أظهر استبيان ل (المدينة) أن معظم السعوديين مع تغييب الصوت النسائي فى اذاعة القرآن الكريم ، و بنسبة 73% من المشاركين فى الاستبيان الأول. فيما رفض 38% من المشاركين فى الاستبيان الثانى الاستعانة بالكوادر النسائية فى التوعية بالاذاعة لأن صوت المرأة عورة ورأى 43% منهم أنه لا مبرر لذلك فيما أرجع 19% عدم الاستعانة بالكوادر النسائية إلى عدم وجود برامج مناسبة للاستفادة منهن. ويبدو واضحاً أن ثقافة المجتمع تقف حائلاً بين وجود الصوت النسائى فى الاذاعة وأن كانت نسبة لا بأس بها تدين عجز الاذاعة عن الاستفادة من الكوادر النسائية .. هذه المؤشرات طرحتها المدينة مع عدد من الداعيات وكان الانقسام هو سيد الموقف وبينما اتفقت الدكتورة آمال نصير والدكتورة سناء عابد على أن ذكورية المجتمع وراء هذا التغييب دون مبرر شرعى له .. اعترضت الدكتورة حياة با أخضر على الاستبيان والمحاور التى طرحت فيه محذرة من فتح باب عمل المرأة كمذيعة من الاساس. وتقول الداعية الدكتورة آمال نصير أستاذ مساعد قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز عن رأيها في تغييب المرأة بالإذاعة : « أرى أن المرأة باتت تغيب في أمور كثيرة وليس فقط في هذا الشأن ولكن هذا يرجع لثقافة المجتمع والعادات والتقاليد حيث اعتاد أفراده على أن الرجل هو المتحدث الرسمي بشكل عام» وتابعت : « أرى أن الخلل ليس بقضية عدم سماح الرجل فقط بحد ذاته وإنما في المرأة لأنها من غيّبت نفسها ولو أنها طالبت بهذا الأمر وشاركت فيه بشكل فعال وطيب ومبارك فلا اعتقد أن هناك من سيمنع..لأن صوت المرأة في الحديث ليس بعورة ولنا في أمهات المؤمنين أسوة حسنة فكن يتحدثن للصحابة وينقلن الأحاديث الشريفة ولذلك إذا كان لوجودها ولطرحها أهمية في أي موضوع سواء في إذاعة أو غيرها من الوسائل هو أمر لا يمنعه الشرع» وتتفق معها الداعية الدكتورة سناء عابد الثقفي أستاذ مساعد بجامعة الملك عبدالعزيز وتقول : « أرى أنه لا مانع من وجود صوت المرأة في الإذاعة إذا كانت تجيب على أمور علمية وتتحدث بصورة رسمية سليمة فهذا لا يوجد فيه جرح ولم يكن هناك مانع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحدث المرأة للرجال فالقول الأمر به وارد والمرأة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولها أن تتحدث بأحاديث عامة ولكن إذا كان هناك خضوع في القول هذا هو النهي». وأرجعت عابد عدم تواجد الصوت النسائي في الإذاعة للخلفية المجتمعية والاعتياد على تغييب المرأة وعلى أن يقتصر وجودها في الأوساط النسائية مشيرة الى أن هذا ليس له علاقة بالدين لان الشرع لا يمنع ذلك . وأخذت الدكتورة حياة با أخضر أستاذ مشارك بجامعة أم القرى منحى مخالفاً وقالت: « إن المرأة المسلمة كالرجل المسلم في النظر إلى المستقبل البعيد في كل خطوة تخطوها لأنها تؤمن بقوله تعالى ( علمتْ نفس ما قدّمت وأخّرت) وهذه هي عقيدتنا السمحة فنحن نبذل جهدنا ونجاهد أنفسنا أملا في البعيد القريب المستقبلي وهو القبر ليكون روضة من رياض الجنة وفي الآخرة لنكون برحمة من الله في الفردوس .. لذا نظرتنا لكل قضايانا تنبع من هذه الركيزة الأساسية ومن هذا المنطلق فإن نسبة التصويت العالية لرفض دخول المرأة كمذيعة في إذاعة القرآن الكريم أظهرت بعد النظر المطلوب لأن البداية ستكون حصرا على اختيار مدروس ثم سيفتح الباب على مصراعيه ومن الملاحظ لدى الجميع أن المذيعة غالبا ترقق صوتها أثناء التقديم ويعتبر ذلك من لوازم عملها المهني وقد يتطور الأمر لتكون مشاركة لمذيع في برنامج واحد وحكم ذلك معلوم من الدين بالضرورة فكيف يتلاءم ذلك مع خصوصية إذاعة القرآن الكريم؟! وأضافت: « الغريب في الاستفتاء أن إذاعة نداء الإسلام فتحت الباب لتقديم النساء كمذيعات لبرامج عدة وهذه السنة فقط بدأت الإذاعة أفلا يكفي مقيّمي الاستفتاء ذلك ليخطوا بسرعة نحو إذاعة القرآن الكريم ؟! وأوضحت أن هناك فرقا بين تغييب صوتها بالكامل وبين تواجدها كمذيعة ، فإذاعة القرآن الكريم تستقبل اتصالات ومداخلات النساء الهادفة والبناءة مع ضبط أي تجاوز وتعطي للنساء حقوقهن كاملة في الكتابة والمشاركة في برامج متعددة وتأملوا معي فقط برنامج .. بك أصبحنا .. لتجدوا أكثر المشاركات من النساء . إن الإصرار العجيب لدفع المرأة المسلمة دفعًا نحو المشاركة في كل المجالات هو قتل لها مع سبق الإصرار والترصد والبحث عن كل وسيلة لجسّ نبض الشارع في كل قضاياها هو وضعها بين كل الأيدي التي تفقه والتي لا تفقه لتكون بابًا مشرعا للجدل المؤدي إلى زعزعة المجتمع .إن المرأة هي نصف المجتمع وتلد وتربي النصف الآخر فهي أمة بأكملها فمتى نعي جميعا ذلك .؟ الإذاعة: لا تغييب للصوت النسائي ..بل حضور بارز قال مدير إذاعة القرآن الكريم عبدالله الدوسري تعليقاً على نتائج الاستبيانين: «إن المرأة تشارك في الإذاعة من خلال توجيه الأسئلة لأعضاء كبار العلماء في برنامج «نور على الدرب» وبالصوت كذلك في برنامج «سؤال على الهاتف» ومع سماحة المفتي في برنامج «فتوى على الهواء» وكانت جميعها مشاركات قيمة في مجالهن وهناك برامج تتعلق بالمرأة مثل «بيوت مطمئنة» و «معكم على الهواء «وغيرها العديد من البرامج الأخرى التي تشارك بها من خلال الرسائل وتقديم المقترحات القيمة والفعالة». وأكد أنه لا يوجد تغييب للصوت النسائي في إذاعة القرآن الكريم فالمرأة ليست مغيبة وهي نصف المجتمع حيث أنها تعد برامج متعددة مشيراً إلى أنه إذا قدمت المرأة برنامجاً مناسباً كإعداد فلا يوجد مانع لدينا . وأضاف الدوسري : «جميع برامج إذاعة القرآن الكريم يعدها أعضاء هيئة كبار العلماء ومشايخ الدين وكذلك المرأة لها دور في مجالها واختصاصها والبرامج بشكل عام موجه للمرأة كجزء من المجتمع وهي تهمها ثقافتها وشرعها ولها أن تستمع وتأخذ ما تستفيد منه من البرامج الإذاعية المقدمة سواء شاركت أم لم تشارك» .