عبر عدد من مواطني الباحة عن قلقهم من حضور الشكل الجميل والحجم الكبير للخضار المنتجة محليا، وغياب الطعم والرائحة منها، واشتكى عدد آخر من المواطنين من تغير طعمها، مطالبين بوقفة حازمة من قبل الجهات ذات العلاقة لمنع إغراق السوق بهذه المنتجات، في الوقت الذي نفت فيه أمانة المنطقة وجود أي حالات ضبطت فيها هذه المواد، فيما قالت الزراعة ان المزارع الموجودة في أطراف المنطقة هي المتسببة في زراعة هذه النوعية من الخضار. وقال عبدالله عيد الغامدي: اشتريت مجموعة من الخضار كالطماطم والخيار وغيرها، لكنها للأسف كانت بلا طعم او رائحة، واعتقد أن ذلك يعود لتشبعها بالكلور الأمر الذي أدى إلى التخلص منها. ولذلك تخلصت منها. مخالفات: وأضاف: لم نستطع تناول تلك الخضار وكان طعمها غريبًا، مبديًا استغرابه من قيام هؤلاء المزارعين بارتكاب هذه المخالفات . أما سعيد حيان فيقول: اضطررت أن أقوم بزراعة الطماطم والخضار في مزارعنا بعد أن اكتشفت أن المزارعين الوافدين يغرقون الأسواق بالمنتجات الزراعية المضاف عليها كميات كبيرة من البوتاسيوم والكلور، وهذا استدليت عليه من خلال عدم وجود رائحة او طعم مميز لها. غياب الرقابة: وطالب سعيد غرم الله الغامدي بمتابعة المزارع التي يقوم عليها عمالة وافدة في ظل غياب أصحابها وقال: ألاحظ أن هناك العديد من العمالة الوافدة من جنسيات مختلفة يقومون بزراعة الخضروات في مزارع المنطقة ولكن مع الأسف الشديد في ظل غياب الرقابة عليها. وأعتقد جازمًا أن هؤلاء لن يتوانوا في المخالفة من خلال تسميد التربة بمواد كيميائية أو ريها بالمياه الملوثة، ويستطرد: لو نظرنا وبشكل دقيق إلى الهدف من ذلك نجد أنه لجمع المال فقط، ونحن لا نعترض على أنهم يجمعون المال من خلال الزراعة فهم على أي حال يحيون المزارع ويقدمون لنا منتجات وطنية خالصة ولكن الاعتراض جملة وتفصيلا على أنهم يقومون بتشبيع هذه المنتجات بالمواد المخالفة التي تسبب أمراض السرطان وغيرها. وفي ذات السياق قال محمد (مزارع عربي): بالفعل هناك من يقوم بتزويد المزارع بالمواد الكيماوية المختلفة مثل اليورا والبوتاسيوم والحديد وذلك لزيادة المنتج الزراعي فبدلًا من أن تنتج لك نبتة الطماطم عشر حبات في المرة الواحدة فإنها ومن خلال الأسمدة المسموح بيعها في محلات الزراعة تنتج لك الضعف إضافة إلى أنها تحسن شكل حبة الطماطم أو الخيار وكذلك الفاصوليا وتعطيها حجمًا أكبر، مضيفًا أنه ليس لديه علم عن مادة الكلور، كما أشار إلى أن هذه المواد يتم شراؤها من احد المحال التجارية المتخصصة في بيع المستلزمات الزراعية. مختر للفحص: من جانبه قال مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة منطقة الباحة عبدالرحمن خلف: الأمانة حاليًا تعمل على تجهيز مختبر خاص بإدارة صحة البيئة ومن أولوياته الكشف على متبقيات المبيدات الكيميائية في المنتجات الزراعية (الخضار والفواكه) ومجهز بأحدث الأجهزة الخاصة بالتحاليل المخبرية وسيدعم بكوادر فنية متخصصة. كما ان هناك لجنة مشكلة من الإمارة والصحة والمياه والزراعة والأمانة والتجارة ومناط بها متابعة المزارع والخضروات الورقية بمدينة الباحة والمحافظات وتجتمع بشكل أسبوعي لسحب عينات من تلك المزارع لتحليلها والتأكد من سلامتها، ولم يتم ضبط أي حالة حتى تاريخه. المناطق البعيدة: الى ذلك قال نائب مدير عام الشؤون الزراعية في منطقة الباحة المهندس سعيد جار الله الغامدي إن المشكلة تكمن في المناطق البعيدة التي تقع في أطراف المنطقة التي يحصل فيها المزارعون على المبيدات من مناطق أخرى غير الباحة مؤكدا أن هناك مفتشين يقومون بتفتيش المحال التجارية التي تبيع المبيدات. وذكر أن التطلعات إلى إنشاء مختبر في المنطقة أمر مهم وضروري جدا بالتعاون مع أمانة المنطقة لكي يتم الكشف على المحاصيل الزراعية والتأكد من خلوها من المواد المحضورة متمنيًا أن يرى المختبر النور قريبًا.