حذّرت خبيرة التقنية الحيوية للملوثات البيئية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ومديرة منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي الثاني، المزمع إقامته في الفترة من 28 حتى 31 مايو الجاري، الدكتورة ماجدة أبو رأس من النفايات الإلكترونية التي يصعب التخلص منها أو حتى إعادة تدويرها والاستفادة منها بسبب التوسع في استخدام الإلكترونيات في المجتمع السعودي، والتي تتحول فيما بعد إلى كومة واسعة من النفايات الخطرة التي تضر بالبيئة. وقالت الدكتورة أبو رأس بمناسبة قرب المنتدى الذي يعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين، ورئاسة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة ورئيس المنتدى، وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن ناصر بن عبدالعزيز المدير التنفيذي لجميعة البيئة السعودية ونائب رئيس المنتدى: إن خطورة النفايات الإلكترونية تكمن في أنها تتخلل إلى طبقات المياه الجوفية أو تطايرها في الأجواء مما يؤدي إلى تلوث الهواء. وأضافت: إن النفايات الإلكترونية في أجهزة الاتصال والهواتف المتنقلة تشير إلى أن المملكة تنتج سنوياً ما يقارب 3 ملايين طن من النفايات الإلكترونية وفي الوقت الذي يتم التخلص في الولاياتالمتحدةالأمريكية سنوياً من 200 مليون جهاز كمبيوتر ، وأوروبا 130 ألف جهاز كومبيوتر فضلاً عن ملايين الأجهزة الأخرى من الهواتف والتلفزيونات وغيرها إلا أن النفايات الإلكترونية في المملكة لا يتم يتخلص منها. وأشارت إلى أن نتائج استطلاع عالمي أجرته أشهر شركة في تصنيع الهواتف المتنقلة أجريت مع 6500 شخص في 13 دولة من بينها المملكة، كشفت أن الأغلبية يحتفظون بأجهزتهم القديمة في المنزل من دون استخدامها، ومبينة أنه وبناء على إحصاءات عدد الهواتف المحمولة في المملكة اتضح أن عددها أكثر من العدد الإجمالي للسكان حيث بلغ 36 مليون مشترك مقارنة مع 25 مليون نسمة، ونسبة انتشار اقتناء الهواتف الخاصة تقارب 144 في المائة. ولفتت الدكتورة ماجدة أبو رأس، نائب المدير التنفيذي المكلف وعضو مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية إلى أن النفايات الإلكترونية تعد مشكلة عالمية لأنها تشكل خطرًا على الصحة البشرية والبيئة إذا تم التصرف بها بطريقة غير صحيحة وتم ردمها بشكل عشوائي مع النفايات العضوية وغير العضوية الأخرى في مرادم غير مهيأة لاستقبال هذا النوع من النفايات. وتبيّن أبو رأس أن هذه المخلفات تختلط بالمخلفات العادية وتنشر مادة الديوكسين، وهي من السموم الخطيرة للهواء والتربة والمياه الجوفية، ومن ثم تهدد صحة الإنسان والكائنات الحية من نبات وحيوان وتكفي بضعة شهور ليتحول الحاسب الآلي إلى قنبلة بيئية موقوتة خاصة أن نسبة الرصاص تصل إلى معدل كيلو جرامين لكل شاشة تلفزيون و 4 جرام لشاشة الحاسوب. وحذّرت من الأثر المدمر لمخلفات الأجهزة الإلكترونية التي تضم مواد سامة كالزئبق والرصاص والتي تترسب في التربة لفترات طويلة وتحيلها إلى أراضٍ غير صالحة للزراعة، واقترحت الدكتورة ماجدة أبو رأس أن يتم تجميع وتخزين النفايات الإلكترونية بطريقة آمنة ومن ثم فرزها وتفكيكها يدويًا بصورة آمنة وصحيحة للأجزاء القابلة لذلك واستخدام الفصل الآلي للأجزاء التي تتطلب ذلك واسترجاع المواد التي يمكن استرجاعها وإعادة استخدامها والتأكد من فصل المواد الخطرة والتخلص منها بطريقة آمنة وهذا أيضًا لن يتم إلا عن طريق البدء بحملات توعية بهذا الشأن.