تشهد إيجارات المساكن والوحدات السكنية في جدة ارتفاعات متلاحقة، وصفها مواطنون بالعشوائية، والخيالية، وفي الوقت الذي تذمر فيه المواطنون من ارتفاع الإيجارات، عزا عقاريون السبب إلى إقبال المستأجرين على مناطق شمال جدة، وقلة العرض مقابل زيادة الطلب على الوحدات السكنية. وقالوا: إن ارتفاع أسعار مواد البناء الأساسية مثل الأسمنت، والأدوات الأخرى مثل الألمونيوم، والكهرباء أدى إلى تلك الزيادة. “المدينة” رصدت آراء بعض المواطنين حول ارتفاع إيجارات السكن في مدينة جدة، ويؤكد المواطن عبدالخالق الجهني، إن ارتفاع الإيجار أصبح سمة سنوية اعتاد عليها أصحاب العمائر السكنية، لافتا ان العقارات أصبحت مثل السلع، ترتفع دون معرفة الأسباب، أو مبررات. ويضيف: العقار ثابت في مكانه لا يأكل ولا يشرب، والمستأجرون كما هم لا يزيدون، إلا ان إشارات زيادة الإيجار مستمرة من ملاك العمائر السكنية، وكأن المستأجر هو الذي يسدد فاتورة غلاء بعض أسعار السلع التموينية. وأضاف: أكد لي أحد العاملين في مكتب للعقار ان أصحاب العمائر سيعملون على رفع الإيجارات خلال الفترة المقبلة، لافتا أن المستأجر محدود الدخل هو الضحية. ويقول جلال فرح “مقيم” : خلال عام واحد تلقيت إشعارين بزيادة إيجار الوحدة السكنية التي أقطن بها وعائلتي، فقد كنت أدفع 12 ألف ريال نهاية العام الماضي، ومع بداية العام الجديد 2011، أرسل لي صاحب العقار بنيته زيادة الإيجار 20 في المائة، منها 10 في المائة خلال النصف الأول، والعشرة الثانية مع بداية النصف الثاني، أي أن الزيادة تصل إلى 2400 ريال، علما بأنني أسكن في غرفتين فقط. وأكد: الإيجار يحملني ما يقارب 50% من راتبي بشكل شهري، وعبر المواطن أحمد الزهراني : في السابق كنا نعمل من أجل حياة كريمة، والآن نعمل من أجل تسديد الإيجارات، الذي أصبح يستقطع من رواتبنا حوالى 50 في المائة. ويقول: أنا إيجاري الشهري 1800 ريال وفي السابق كان 1200 وأعمل ما بمقدوري للاستمرار، فليس لدي إمكانات لشراء منزل. من جهته عزا المستثمر العقاري عبدالله البلوي، أسباب ارتفاع أسعار إيجارات المساكن إلى قلة المعروض وزيادة الطلب. وأضاف: بعد مشاكل السيول بدأ الكثير من المواطنين والمقيمين الاتجاه إلى الشمال، مما خلق طفرة في تلك المناطق على الطلب، في حين أن المعروض محدود، وهذا ما يجعل بعض أصحاب العقارات في رفع الإيجارات السنوية للوحدات السكنية. وعن رأيه في إيجاد حل، أكد البلوي: حل هذه الأزمة هو الإسراع في تخطيط المنح لأنه سيريح كثير من المواطنين. من جانبه أكد رئيس اللجنة العقارية والتطوير العمراني عبدالله الأحمري، أن سبب ارتفاع الإيجار، نظرا لأن غالبية السكان انتقلوا من أحياء المجاورة لمجرى السيل للأحياء البعيدة عنه، ولكن للأسف، هؤلاء السكان استقبلوا بارتفاع الإيجارات، وهذه ظاهرة سيئة، لافتا أن هذه الأسعار المرتفعة ستنتهي عما قريب بمشئية الله، ولن يجد أصحاب العمائر أي مستأجر من المواطنين خلال 3 إلى 4 السنوات المقبلة بعد قرار خادم الحرمين الشريفين ببناء 500 ألف وحدة سكنية بمناطق المملكة. وقال: وزارة الإسكان بدأت تنتج وحدات سكينة سيتم توزيعها قريبا والأولوية لأصحاب الدخل المحدود واختتم حديثه اتمنى من جميع أصحاب العمائر التعاون مع المواطنين في أسعار الإيجارات وأن تكون الزيادة محدودة وغير مبالغ فيها.