يقول الله تعالى: (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم). نعم.. إنها السنة الكونية، والقانون الأزلي في هذه الحياة الذي كتبه الله على الناس، فأيّ تحوّل في ظاهر الشخصية يسبقه تحوّل داخلي في أعماق النفس، ولكي نصل إلى تغيير أنفسنا، وطريقتنا في التعامل مع الحياة، لابد وأن نصنع تحوّلات جذرية في أعماقنا.. وقد قيل: “إن أضخم معارك الحياة تلك التي تدور في أعماق النفس”. ولإحداث التغيير علينا توفير العناصر التالية: الرغبة: وتعني إرادة الفعل وهي ضرورية، وبغيرها لن نستطيع حمل أنفسنا على إحداث تغيير ما، لأنها الحافز والروح المحرّكة لأنفسنا. أمّا المعرفة: فتعني (ماذا أريد أن أفعل؟ ولماذا؟) وهي ترشدنا إلى ما ينبغي عمله لنصل إلى كيفية إحداث التغيير الذي نريد. والممارسة: هي القيام بالفعل أو تنفيذه. فكثير منا يعرف ماذا يريد، غير أن القليلين هم الذين يحققون ما يعرفون، ويضعونه موضع التنفيذ. فالمعرفة ليست كل شيء، بل لابد من تحويلها إلى واقع فعلي نمارسه في حياتنا. أمّا الاستمرارية: فتعني أن تكون التحوّلات دائمةً ومستمرة، فالتغيير الذي نحدثه للحظات أو أيام؛ ثم ما نلبث أن نشعر بالخذلان والإحباط، فنترك ما بدأناه لا يُسمّى تغييرًا، ولن تتحوّل به حياتنا نحو الأفضل. ويرى المختصون أن صناعة التغيير ليست بالأمر السهل في بدايتها، لكن ما أن نضع أمام أعيننا الأمور سابقة الذكر إلاّ ويَسهُلُ القيام بها بمشيئة الله تعالى. يقول صلى الله عليه وسلم: “ابدأ بنفسك ثم بمن تعول”. ويبدأ التغيير عندما يستشعر الإنسان أن حياته بيده، وأنه مسؤول عمّا يحدث له، وعندها يحدد لنفسه الرؤية الواضحة، والقواعد العلمية الصحيحة المبنية على القيم والأخلاق والمبادئ الأصيلة؛ ليصل إلى ما يصبو إليه من تغيير مقرون بالنجاح. الآن.. نستطيع أن نبدأ رحلة التغيير لنضع خطواتنا الأولى نحو تحقيق الهدف المأمول.. ولنواصل الرحلة سويًّا علينا تغيير نظرتنا للأمور.. كيف؟.. تابعونا لنعرف.. في حفظ الله ورعايته. شادي شريف مكي - جدة