دعا الزعيم السوداني المعارض حسن الترابي أمس إلى تغيير شامل للنظام السياسي في السودان، وذلك بعد ساعات من إفراج السلطات السودانية عنه بعد أن قضى أكثر من ثلاثة أشهر في السجن عقب إدلائه بتصريحات متشددة مماثلة. وكانت قوات الأمن ألقت القبض على الترابي وثمانية آخرين من مسؤولي حزبه يوم 18 من يناير، بعدما دعا إلى “ثورة شعبية” إذا لم تعالج حكومة الخرطوم التضحم. واعتقل الترابي وأفرج عنه مرارا منذ انشقاقه عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه الرئيس عمر حسن البشير عام 1999-2000. واطلق ارتفاع الاسعار في السودان شرارة احتجاجات طلابية في قلب السودان الزراعي في الشمال وفي الخرطوم. ويلاقي السودان صعوبة في احتواء عجز في ميزان المعاملات الجارية وخفض لقيمة العملة يدفع التضخم للارتفاع. وقال الترابي للصحافيين في منزله الذي اكتظ بانصاره وأصدقائه احتفالا بالافراج عنه إن “السودان لن يقوى على مواجهة ثورة كاملة مثل الثورتين اللتين اطاحتا برئيسي مصر وتونس”. واستدرك بقوله إن “البلاد ما زالت تحتاج إلى تغيير شامل”. وأضاف “نريد تغييرا شاملا للنظام السياسي، ديمقراطية في السودان. وتغيرا حقيقيا لا مجرد الحوار الذي جربناه من قبل”. ويأتي اطلاق سراح الترابي في وقت حساس سياسيا بالنسبة لحكومة البشير مع اقتراب استقلال الجنوب المنتج للنفط. وتخشى الخرطوم منذ فترة طويلة من نفوذ الترابي إذ تعتقد ان كثيرا من مؤيديه لا يزالون في مواقع رئيسة في الجيش وأجهزة الامن. وعادة ما يعتقل الترابي في الأوقات التي تعاني فيها الحكومة من صعوبات وكان أبرز مثال على ذلك عندما شن متمردو دارفور هجوما لم يسبق له مثيل على العاصمة عام 2008.