في بريطانيا حيث لا يوجد قانون مكتوب ولكنها تقاليد مرعية ومتوارثة يصعب التكهن في المناسبات الاجتماعية الكبرى بما سوف تجري عليه الأمور أو بما سوف يحيط بالحدث من مفاجآت فقبل مدة يسيرة من زواج الأمير ويليام يوم الجمعة حيث احتشد ما يقرب من مليون مواطن لمشاهدة الحدث الذي يذكر بزفاف العصر الذي لم يدم طويلاً بين الأمير تشارلز والليدي ديانا سبنسر، ولربما قبل ساعات معدودة أعلن أن سفير إحدى الدول العربية قد سحبت منه الدعوة الموجهة إليه، وهذا يدخل في بابه النصيحة المقدمة من مكتب الشؤون الخارجية ولكن المفاجأة الأكثر إثارة وغموضاً هو عدم توجيه الدعوة لزعيمي حزب العمال السابقين توني بلير وجوردون براون، بينما وجهت الدعوة للزعيمين السابقين لحزب المحافظين وهما مارجريت تاتشر وجون ميجور، وكانت الحجة أو التبرير الذي ساقته وسائل الإعلام نقلاً عن المصادر الأصلية هو أن بلير وبراون لم ينعما بعد باللقب الذي يحظى به رئيس الوزراء من القصر الملكي بعد تركه للمنصب وبناء على حيثيات معينة، بينما حظيت تاتشر بلقب Lady، بعد خمس سنوات من اعتزالها للحياة السياسية أي في عام 1995م، بينما لم يحصل ميجور على لقب سير Sir إلا بعد ثماني سنوات من انصرافه عن العمل السياسي وكان ذلك في عام 2005م، ولكن الصحافة والإعلام ذهبا للتفتيش في الأوراق القديمة فوجدا أنه في عام 1981م، دعي إلى زواج تشارلز ب «ديانا» جميع رؤساء الوزراء الأحياء آنذاك وهم: هارلود مكميلان، دوقلاس هوم، هارولد ويلسون إدوارد هيث، جيمس كالاهان مع أن بعضهم لم يحصل في ذلك التاريخ على الإنعام الملكي باللقب الذي يستحقه، وذهبت الويكلي تلغراف 27 أبريل – 3 مايو 2001م، بأن بلير ضغط على الملكة بعد حادث مقتل «ديانا» لجعل جنازتها رسمية مما أثر في العلاقة بينهما، كما حاول التدخل في جنازة الملكة الأم عند وفاتها 2005م، ويبدو أن سوء الطالع أيضاً كان من حظ براون الذي كان الرجل الثاني طوال فترة رئاسة بلير وشريكه في القرارات وذهب البعض الآخر أن اعتناق بلير للديانة الكاثوليكية أثر في علاقته بالقصر والسؤال المطروح ترى ما هي حدود الديني والسياسي والاجتماعي في داخل المجتمع الغربي؟!.