إذا كان هناك سبب مباشر لهزيمة مانشستر يونايتد المرشح الأقوى للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي على يد مانشستر سيتي، وخروجه من الدور نصف النهائي، فإن السبب يعود إلى لاعب يونايتد بول سكولز . بول سكولز حصل على بطاقة حمراء مجانية عندما التحم بقصد الضرب مع أحد لاعبي مانشستر سيتي الذي كان متفوقا بهدف على منافسه. أي أن طرد سكولز جاء في الوقت الذي كان يبحث فيه فريقه عن هدف تعادل يعيده إلى المباراة! طبعا فشل يونياتد في العودة إلى المباراة ولم يتمكن من تعديل النتيجة بسبب النقص العددي الذي كان يعاني منه بسبب طرد بول سكولز، مع إن الوقت كان يسمح بإدراك التعادل وربما الفوز قبل حادثة الطرد هذه. اللافت أن بول سكولز الذي تجاوز السادسة والثلاثين من العمر، وتجاوزت مبارياته مع الفريق الرقم 600، ما زال حتى الآن لاعبا حاد الطباع ولا يمكن التنبؤ بردود أفعاله داخل الملعب. إنه لاعب أحمق لا يستطيع ضبط نفسه حتى خلال مباريات في منتهى الحساسية كمباراة نصف نهائي المسابقة الأعرق في العالم – كأس الاتحاد الإنجليزي – ولا يستطيع الحفاظ على تركيزه الذهني بشكل يمكنه من عدم الانجرار وراء ارتكاب الحماقات التي يمكن أن تضيع مجهود موسم كامل لكل أعضاء الفريق، كما حدث في المباراة المشار إليها ضد المان سيتي! أعتقد أن السير ألكس فيرجسن الذي جدد الثقة في سكولز واعتمد عليه هذا الموسم كواحد من لاعبي خط الوسط وشاغلي مركز المحور الأكثر خطورة، يتحمل هو الآخر جزءاً من المسؤولية بتجديده الثقة في سكولز. لقد أقدم السير ألكس على خطوة التجديد لبول سكولز، وهو قرار صائب بدون أدنى شك من ناحية التقييم الفني للاعب، لكن عملية التقييم النهائي لأي لاعب لا ترتهن إلى العوامل الفنية وحدها، ولكن تظل مسألة الحنكة والشخصية والنضج السلوكي جزءا لا يتجزأ من عملية تقييم أداء أي لاعب مهما كانت درجة مهارته. لقد دفع السير ألكس ثمن تجديد الثقة في لاعب مثل بول سكولز، ولقد كان الثمن باهظاً هذه المرة، حيث كلف الفريق الخروج من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي بعد أن كان على بعد خطوة من تحقيقها. إنه خطأ السير ألكس الأكثر فداحة.