قال الضَمِير المُتَكَلّم : قبل أيام أدرت ( السّيّد ريموت كنترول ) ؛ تجولت خلال دقائق بين عدة قنوات: * فجأة توقف الباشا ( ريموت كنترول ) عند القناة الليبية الرسمية : مجموعة قليلة من الأطفال الصغار بعضهم لم يتجاوز الرابعة من عمره في بهو مدرسة قرب ( طرابلس ) !! كانوا يحملون صور ( معمر القذافي ) ؛ وقد أُنْسُوا آباءهم ومستقبلهم ؛ لِيرددوا فقط بألسنتهم البريئة عبارات لُقِّنوُّها ( الله .. ومعمر وليبيا وبس ) ؛ ثم يرتلوا أشعاراً كتبت لهم تنطق بأنهم فداء ( لمعمّر) !! توجه ( الريموت كنترول ) إلى ( قناة الجزيرة)؛ فإذا هي تعرض تقريراً عن أطفالٍ في ( مدينة مِصْراته): طفلة صغيرة في الثالثة من عمرها على السَرير تَئِنَّ جراء إصابتها بطلقات نارية من صنع ( كتائب القذافِي)، وجَدَّتُهَا تبكي وهي تروي مأساتها !! انتقلت الصورة بعدها إلى مدرسة تحولت إلى ملجأ لأطفال فقدوا ذويهم تحت نيران القصف ، أعدادهم بالمئات ، كانوا يتابعون بنظراتهم البريئة عين الكاميرا، أحدهم وقف لِيقول مخاطباً ( زعيم زعماء أفريقيا ) : كنّا نصفك ب ( بابا مُعَمّر ؛ فكيف تَقْتلنا؟ّ كيف يقتل الأب أبناءه- حسبنا الله ونعم الوكيل ) ؟! *بين هذا المشهد وذاك لا يهمني ( زعيم هنا أو هناك) ؛ بل المهم والأهم ما رسمته ملامح أولئك الأطفال الأبرياء لواقع كثير من الأطفال العرب ؛ ولسان حالهم يتساءل : لماذا دمرتمونا أيها الزعماء؟ ولِمَا سرقتم منّا حاضرنا ومستقبلنا ! فبينما ( الطفل ) في ( الغَرب ) وفي بلاد حرية الرأي في الشرق ؛ ينشأ محباً لوطنه ، وفي بيئة معرفية وتعليمية راقية ، ينشأ وهو يملك عقله ، وتفكيره ، ويشاهد مستقبله ، ويصنعه بنفسه !! فإن ( الطفل العربي ) يرضع مع حليب أمه ( لا حبّ الوطن وترابه ) !بل عشق ( الزّعِيم وترديد ألقابه) !! الطفل العربي يُؤمن أن أباه يخاف من الزعيم !! ويدرك أنّ أمه تخاف على أبيه من بطش الزعيم!! هو يحفظ في مدرسته الكئيبة التي تحمل ( اسم الزّعيم ) قصائد تبجل الزعيم وتُسَبِّح بحمده !! يخرج إلى الشارع فلا يلمح إلا صور الزعيم !! يأكل ويشرب مِن فَضْل الزعيم !! ولو فَكَر ذات يوم أن يسأل نفسه ؛ لماذا الزعيم فقط ؟ أين البقية ؟! لماذا لا أكون أنا ... ؟! فإنّ أباه سوف يَئِد خياله ! يابني زعيمنا يشبه فِرعون الذي يقتل ( المواليد ) خوفَاً على نفسه؛ وأنت يا صغيري لسْت موسى عليه السلام !! يفهم الطفل العربي الدرس ، يكبر ، وينقله لأطفاله!! وينشأ طفل عربي جديد دون جديد ، إلا المزيد من الحديد ؛ فمتى يشعر بعض أطفال العُرب بفرحة العِيد؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس : 048427595 [email protected]