يعتقد بعض المشتغلين بالثقافة والناشطون في ميادين العمل المدني أن الثقافة لدى المرأة العربية محصورة في جنسيات بعينها؛ وذلك اعتقاد خاطئ يفتقر إلى المعلومة والجانب المعرفي بأحوال المجتمعات العربية من حولنا؛ ولعل الإعلام أسهم بشكل سلبي في تغييب دور المرأة اليمنية المثقفة على كافة الصعد، وكما نعرف فإن الإعلام العربي على وجه الخصوص ركز على مجتمعات عربية بعينها وأظهر جهلًا أو تجاهلًا أن الثقافة والانفتاح الفكري والحضاري حكر على مجتمع عربي دون سواه. والمتتبع بعين المنصف للثقافة اليمنية الحرة يجد أن اليمن وهي أصل العروبة قدمت العديد من الأسماء الذكورية البارزة في ميادين الفكر والثقافة والسياسة وحتى في الجانب الدعوي، ومن هؤلاء مثلا: عبدالمجيد الزنداني، عبدالعزيز المقالح، عبدالله البردوني، وغيرهم من مثقفي اليمن الشامخ الذي ظل متمسكا بأصالته وثقافته الحرة رغم تحولات الأزمنة ومتغيرات العصور. وبكل أمانة وصدق نقول: إن من حق اليمن أن يتنفس حياة ثقافية تفصح عن مكنون إبداعات رجاله ونسائه اللواتي نذكر منهن على سبيل المثال: سمية أحمد، وداد البدوي، فائزة العاقل، وريم المظفري، وغيرهن من مثقفات اليمن السامقات والمعروفات بجمعهن بين الانفتاح المتزن والظهور الثقافي المشرف. تحية لليمن وأهله الشرفاء، والأمل من وسائل الإعلام أن تبرز دور المرأة اليمنية وتعطي للعَالَم الصورة الحقيقية للإنسانة اليمنية الراقية فكرا وثقافة وانفتاحا..!! الحيزان.. المثقف والأكاديمي الكبير يعرف الأستاذ الدكتور محمد الحيزان المستشار في وزارة التعليم العالي ورئيس قسم الإعلام وأستاذه في جامعة الإمام محمد بن سعود بأنه أحد الإعلاميين العرب الذين بنوا جيلا إعلاميا ناضجا وواعيا من خلال نشاطاتهم الثقافية المشهودة، وفكرهم الإعلامي الأصيل الذي خرج العديد من رجالات الفكر والصحافة في السعودية وغيرها من الدول العربية. والحق الجلي أن أستاذ الإعلام والصحافة والتربوي الألق جدا الدكتور محمد أسس لمفاهيم إعلامية راسخة في أصول العمل الإعلامي إذ إنه أفرز للأوساط الإعلامية عصارة ثقافته وفكره الإعلامي المستنير ولاسيما أنه باحث بارز، ومثقف متخصص في تأسيس مراكز البناء الإعلامي في جهات مدنية عدة. الحيزان يستحق من تلاميذه «وأنا أحدهم» الإشادة والذكر، ويستحق من مسؤولي الإعلام تكريمه نظير سيرته العلمية والإعلامية الزاهيتين. [email protected]