لا أرى في تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل العربي التي دعا فيها إلى توثيق العلاقات مع إيران مؤشراً سلبياً لعلاقة مصر بدول الخليج منفردة أو مجتمعة، بل على العكس أرى فيها عنصراً إيجابياً في العلاقات العربية – الإيرانية. ففي الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية المصري «فتح صفحة جديدة مع جميع الدول، ومنها إيران»، أثنى السيد نبيل العربي على دور مجلس التعاون الخليجي في التحرك بشكل منسق للحفاظ على الاستقرار في البحرين، في تطبيق عملي لمفهوم الأمن الجماعي في منطقة الخليج. وأكد وزير الخارجية المصري بأن منطقة الخليج العربي تمثل عمقاً إستراتيجياً أساسياً للأمن القومي المصري، وأن الحفاظ على الاستقرار في الخليج يمثل التزاماً قومياً وضرورة استراتيجية في آن واحد. وهكذا ففي الوقت الذي تسعي فيه مصر إلى ترميم علاقاتها بدول تأثرت علاقتها بها لظرف أو لآخر فإنها، فيما يتعلق بعلاقتها مع إيران،تؤكد على أن الالتزام بوحدة واستقرار وسلامة أراضي كل دولة من دول الخليج هو من أهم ثوابت السياسة المصرية، التي تعتبر أمن واستقرار وعروبة دول الخليج العربي خطوطاً حمراء لا تقبل مصر المساس بها. إنها رسالة واضحة بأن علاقات مصر مع إيران لا يمكن أن تتم على حساب علاقاتها مع دول الخليج. إن إيران دولة جارة ذات طموحات كبيرة في أن تكون قوة إقليمية. وهو حق مشروع لأي دولة تملك الإمكانات لتحقيق طموحاتها .. لكن هذا الطموح لا يمكن أن يتم على حساب جيرانها الذين يمدون لها اليد بالسلام منتظرين منها أن تبادلهم السلام .. بالسلام. [email protected]