احتفلت مؤسسة الأمير خالد بن سلطان للعناية بالبحار بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المؤسسة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا الليلة قبل الماضية بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء المؤسسة “علم بلا حدود” وكذلك بمناسبة إطلاق مهمة الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية، التي ستقوم بها سفينة الأبحاث “الظل الذهبي” التابعة للمؤسسة بداية من يوم غد السبت في المحيط الأطلسي. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان في كلمة ألقاها خلال الحفل أن مؤسسة خالد بن سلطان للعناية بالبحار اكتسبت خلال فترة عملها منذ أن أسسها سموه قبل عشرة أعوام في شهر سبتمبر 2000م من الخبرات العلمية والعملية ما يؤهلها للقيام بالدور القيادي للحفاظ على البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم. وقال: إن المهمة العالمية العلمية الاستكشافية لبيئات الشعب المرجانية، التي ستستغرق عدة أعوام هي مهمة طموحة إلا أن نجاحها يتطلب تعاون مختلف الجهات والأشخاص المهتمين بالحفاظ على صحة البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات الذين يشارك الكثيرون منهم في فعاليات هذا الحفل. وأضاف أنه ليس من الواضح دائما أمام المراقب العادي أن المحيطات أصبحت تعاني من مشاكل صحية فعلية وحرجة، وهو الأمر الذي أستطيع أن أؤكده لكم فالجنس البشري وطوال فترات من الزمن انتهك بشكل دائم الحياة الطبيعية للبحار والمحيطات سواء من خلال كميات التلوث التي يصبها فيها أو من خلال طمعه في استنزاف المصادر الطبيعية وبطريقة تخلينا فيها عن مسؤوليتنا في الحفاظ على المصادر الطبيعية لكوكب الارض. وأعرب سموه عن رغبته في إبراز الفارق في النهج العلمي، الذي تتخذه المؤسسة عن غالبية المؤسسات الأخرى المشابه، الذي يتمثل في استخدامها للنظريات والأساليب العلمية، بالإضافة إلى التقنيات المتقدمة التي تتيح الحصول السريع على المعلومات والمعرفة التي تمكن المسؤولين ومتخذي القرار من اتخاذ الخطوات اللازمة والسريعة لوقف تدهور صحة بيئات الشعاب المرجانية. وأشار سموه إلى أنه رغم أن استخدام أحدث ما توصل إليه العلم والعلماء المختصون يأتي في صميم مهمة الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية، التي ستنطلق غدا السبت إلا أن ذلك الأمر لن يكون كافيًا ما لم يصاحبه حملة للفت انتباه الرأي العام العالمي إلى الكارثة التي تعاني منها البيئات الطبيعية للشعاب المرجانية ورفع مستوى معرفتهم بالحلول المتاحة، مؤكدًا سموه أن المؤسسة ستضع في برنامجها التعليمي من الجهود ما يلزم لنجاحه بنفس الدرجة التي تضعها في جهودها البحثية. وقال: إن أطفالنا يجب أن يكونوا على درجة عالية من المعرفة بالعلوم البحرية، كما أن علينا أن نسلحهم بكل العلوم التي تضمن نجاحهم في التعامل مع الكوارث المتعلقة بصحة البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات. وأوضح سموه أنه لن يفكر أبدًا في تغيير اسم سفينة البحث التابعة للمؤسسة من اسمها الحالي “الظل الذهبي” إلا أنه لن يمانع في التفكير فيها على أن اسمها هو “المعلم الذهبي” لأن الأشخاص الذين سيشاركون في رحلاتها الاستكشافية سيتشاركون في واحدة من أعظم المغامرات وسيحصلون على أعلى الخبرات التعليمية الخاصة بأبحاث المحيطات. مشيرًا إلى أن المؤسسة ستقوم بأبحاثها في البحار والمحيطات بناء على دعوة من الدول المستضيفة في الوقت الذي ستقوم فيه المؤسسة بتغطية معظم تكاليف الأبحاث التي ستقوم بها. وقال: إن المؤسسة ستقوم في حال تلقيها الدعوة من خلال الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية بإرسال فريقها العلمي وقيادة جهود الأبحاث والقيام بمهمة تدريب العلماء المحليين والمعلمين في مقابل تقديم الدولة المضيفة لبعض الدعم اللوجستي وضمان سلامة سفينة الأبحاث والأشخاص على متنها في حال عملها في المياه الإقليمية للدولة. وستبدأ السفينة مهمتها من سواحل جزر البهاما محطتها الأولى في المحيط الأطلسي وستتواصل إلى نهاية شهر أغسطس القادم قبل أن تبدأ مهمة أخرى على سواحل جزيرة جاميكا في البحر الكاريبي بداية العام القادم 2012م ثم سواحل جمهورية كولومبيا تنتقل بعدها إلى المحيط الهادئ الذي ستستمر في العمل على سواحله حتى العام 2014م على سواحل اندونيسيا ثم تنتقل بعد ذلك بداية العام 2015م لتغطية سواحل عدد من الدول في المحيط الهندي قبل أن تنتقل إلى سواحل البحر الأحمر الذي ستنهي مهمتها العلمية فيه بنهاية العام 2015م.