( 1 ) السلبية العربية الشديدة والتقاعس الذي يصل إلى درجة الخذلان هما السبب في التدخل العسكري الغربي في ليبيا . الغرب ملأ الفراغ السياسي والعسكري الذي تركته الدول العربية ، واستغل أحداث ليبيا ليمد ذراعه عسكريا في المنطقة العربية مجددا ، متخطيا العقدة العراقية التي أصابته بالهلع سابقا . ثورة ليبيا لم يكن لديها الخيار ، ولذلك رحب الثوار بالتدخل العسكري الغربي بعد أن تُركوا يواجهون آلة القتل التابعة لنظام القذافي . لقد قدم العرب ليبيا للغرب على طبق من ذهب. ( 2 ) الثوار الليبيون الذين رفعوا أعلام دول ما يسمى بالتحالف ، لا يمكن توجيه اللوم إليهم . عندما يتفرج العالم عليك وأنت تُذبح من الوريد إلى الوريد ، فإنك لا تملك ترف اختيار الطرف الذي يأتيك بالعون على عدوك . ما يحدث في ليبيا الآن ذكرني بما حدث في شوارع بغداد ، عندما استقبل الشعب العراقي القوات الأميركية بالورود لأنها خلصته من نظام صدام حسين الإجرامي . العراقيون وصلوا يوما ما إلى الترحيب بالغزو الخارجي إذا كان هو الطريق الوحيد للخلاص من نظامهم الطغياني المجرم ، وأعتقد أن الليبيين وصلوا إلى نفس المرحلة . يجب أن نلوم أنفسنا بدلا من أن نلوم الليبيين . ( 3 ) بعض الدول العربية انتقدت علانية التدخل العسكري الغربي في ليبيا . في نفس الوقت فإن هذه الدول لم تقدم أي دعم سياسي فضلا عن الدعم العسكري للثوار ! بأي حق يتحدث هؤلاء في الشأن الليبي ؟! ( 4 ) تجربتنا مع الغرب منذ وصول طلائع الحملة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر ، غير مشجعة أبدا . الغرب تعامل معنا ولا يزال ، من منظور استعماري ضيق كل هدفه نهب ثرواتنا والهيمنة على قرارنا . لكن هل يملك الليبيون الآن أن يستحضروا هذه الحقائق وهم يتلقون الدعم الغربي الذي يستعينون به على حملة الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها على يد النظام الإجرامي في بلادهم ؟ الشعب الليبي هو ضحية العرب وليس ضحية القذافي وحده . [email protected]