يتهمهم البعض بأنهم جيل التسكع واللامبالاة، وآخرين يصفوهم بأنهم عديمي الفائدة، شباب الجيل الحالي يعانون من حكم بعض أفراد المجتمع عليهم بأنهم ليسوا على قدر المسؤولية كالجيل السابق، والبعض من كبار السن يبالغ في وصفهم بقوله: مازلنا أكثر شبابا منكم، هذه الألفاظ التي يطلقها البعض على هذا الجيل الجديد، هل هي صحيحة؟ أم أن سهام كبار السن موجهة دومًا على من هم أصغر منهم ويريدونهم بأن يكونوا مثلهم ونسخًا مكررة منهم؟ "الرسالة" ناقشت مجموعة من الشباب لتتعرف على وجهات نظرهم ليتحدثوا عن نظرة كبار السن الحالية، كما استطلعت رأي أحد التربويين فيهم فكان التالي: تجاوب مع المجتمع يبتدر الشاب الإعلامي الأستاذ خالد فلاته بالقول: جيل الشباب بهم الخير والبركة ولا يمكن أن نقول إنهم شباب غير واعٍ أو أنهم غير مؤهلين للعمل وليسوا بقدر المسؤولية، وخير دليل على هذا ما شهدناه في الفترة الأخيرة عندما حصلت كارثة جدة وقبل أن تتحرك الجهات المسؤولة تحرك هؤلاء الشباب وبذل جهده وطاقته مثل الشباب، وكانت هذه الكارثة بمثابة بيان قاطع بأن جيل الشباب فيهم الخير والبركة وأنهم بقدر المسؤولية، حيث وجدنا منهم التعاون والاجتهاد وكذلك قامت الجهات الأمنية والمعنية بتقديم شكرها لجيل الشباب الذين أثبتوا أنهم أهل للمسؤولية وأنهم نواة المستقبل، وقد رأينا تكاتفهم وتأثيرهم الإيجابي في المواقف التي تحتاج أن نرى أناس تقف فيها. وأبان فلاته أن هناك بعض الهفوات التي نجدها عند بعض الشباب وعدم تحملهم للمسؤولية بالشكل المطلوب، وكذلك مواجهة أمور الحياة بشكل غير جاد، حيث شبههم فلاته بأنهم كالسكر الذي يوضع بكوب الشاي دون تحريكه لذلك لا نتذوق حلاوته إلا عند تحريكه، والشباب كذلك إن لم يجدوا من يوظفهم فإننا سنجد لديهم طاقات مكبوتة وستضيع في مهب الريح إن لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل. وقال: لذلك أطالب الجميع بتغيير الصورة الحالية التي ينظرون بها لفئة الشباب وعليهم عدم النظر لهم على أنهم فئة فوضوية أو غير مبالية، فرجل المرور عندما يوقف شابًا يعامله بطريقة تختلف كثيرا عن معاملته لرجل كبير في السن، ومن المفترض معاملة الجميع بنفس الطريقة وأن يعاملهم بنفس الهيبة وألا يفرق بينهم في المعاملة. كما أرجو من فئة الشباب بأن يعلموا أن فيهم الخير والبركة وعلى جميع الفئات الأخرى أن تعرف أن فئة الشباب هم أمل الأمة وعندما نعطيهم الثقة بأنفسهم ويعرف الشباب أنهم على قدر المسؤولية فهنا بإذن الله سنغير النظرة السلبية والشباب مع الوقت سيروا بأنهم مسؤولون. جيل مبدع من جانبه أوضح رائد الأعمال ومنشئ مؤسسة "كل الوسائط للإعلان والتسويق" المخرج الشاب خالد الشريمي أنه لا يمكن الحكم بالفشل واللامبالاة على فئة الشباب فقط وإنما يمكن أن أن يشمل ذلك جيل الكبار أيضًا، ضاربا على ذلك مثالًا بأن مجتمعنا ليس من المجتمعات المتقدمة ولو قارننا أنفسنا بالمجتمعات المتقدمة لعلمنا أننا جميعًا لم نحقق شيئًا مميزًا يستحق أن يذكر سواء من جيل الشباب أو الأجيال السابقة. وقال: معظم التغييرات الاجتماعية التي رأيناها كانت بسبب الشباب فنجدهم يستلهمون الأفكار ويبدأون العمل عليها، فمعظم المشاريع الناجحة نجد أن الشباب بدأوا العمل عليها بأنفسهم دون أن ينتظروا المساعدة من الجيل السابق فهنا سنرى الإبداع في جميع حالاته. شخصيًا فقدت الأمل في جيل الكبار وكذلك في مراكز رعاية الموهوبين سواء الجهات الأهلية أو الرسمية فجميعها يديرها الكبار بطريقة وعقلية "استغلال المناصب" والمظاهر الخادعة والاستفادة من التجارب الأجنبية من سفر وسياحة حول العالم، وعندما تطبق هذه الأفكار فإنها تدار بطريقة لا تتواءم مع خصائص الشباب في جيلنا وللأسف لا نهتم كثيرًا باستغلال الإيجابيات وتلافي السلبيات. واختتم الشريمي حديثه بنصيحة وجهها للشباب، مطالبًا إياهم بعدم التأثر بما يردده كبار السن عنهم، وقال: على الشباب أن لا ينتظروا أن يقبل فكرتهم أحدًا فعليهم أن يطبقوا أفكارهم التي يرجونها ومن ثم الاستماع لآراء الآخرين، وما أكثر القصص التي نسمعها بأن هناك شبابًا لم يجدوا دعمًا من قبل أهاليهم وعندما رأوهم في شاشات التلفزة وصحف الجرائد بعد أن حققوا إنجازهم نراهم بدأوا في الاهتمام بهم، وأدعوهم لعدم الاستماع للكبار وهذا هو التمرد الإيجابي. شباب فاعل وبدوره يوضح المدير التنفيذي لشركة "good idea" الشاب جهاد جمال أن الشباب الذين لا يتحملون مسؤولياتهم قلة، ويقول: من يلاحظ شبابنا الحالي يعرف أن لديهم نشاطًا وطاقة ولكنهم لم يجدوا من يعاونهم على إبرازها وظهورها، عندما حصلت كارثة جدة رأينا أغلبهم شمروا عن سواعدهم واتجهوا لمساعدة الغير وهذا أكبر دليل على أن الشباب لديهم طاقات يرغبون في استغلالها ولكنهم لم يجدوا من يعاونهم في ذلك ولهذا نرى البعض غير مهتم وأن البعض يصفه بأنه ليس مؤهلًا لحمل مسؤولية. وأبان جمال أن كثيرًا من الشباب يستطيعون القيام بالأعمال الملقاة على عاتقهم شريطة أن تكون في حدود ما يستطيعون عمله وهنا سنرى الإبداع، وقال: عندما بدأت عملي انطلقت من نقطة الصفر، ولم أجد من يعاونني ويساعدني بل إن البعض عندما علموا بأنني موهوب وأحاول عمل مشروع خاص بي وجهوا سهامهم ضدي وكأنهم ضد نجاح الإنسان، وأن يقوم بعمل مشروع لنفسه. فعندما بدأت العمل في بمجال الدعاية والإعلان كنت رسامًا ومن ثم تطورت وقمت بالدخول في مجال التصوير والتصميم، ولكن لم يجد من يقف معي ليساعدني، ولهذا قمت بعمل جميع أموري بنفسي. لذلك أوصي جميع الشباب إن أرادوا إثبات أنفسهم أن يهتموا بتنمية أنفسهم أولًا، ومن ثم محاولة خلق الفرصة لأنفسهم لأنهم في غالب الأوقات لن يجدوا من يدعمهم إن لم يحاولوا الاعتناء بأنفسهم. ************************************* العصيمي: شبابنا ليس سلبيًا ولا بد من التعرف على طاقاتهم ويؤكد وكيل عمادة القبول الجامعي وعضو هيئة التدريس في كلية التربية بجامعة الطائف الدكتور خالد العصيمي أن النظرة السلبية من قبل بعض أولياء الأمور والموجهة ضد الشباب تعود في حقيقتها إلى أن هذه الطبقة من المجتمع رأينا منها حالات سلبية أكثر مما كنا نراه في الماضي، ويقول: الشباب ليسوا مبالين أو سلبيين في أغلبهم ولكن بعض التصرفات الطائشة هي التي جعلت البعض ينظر إليهم بهذه النظرة، ولكن هذا لا يعني أن جميع الشباب بلا فائدة وليسوا أهلًا لتحمل المسؤولية، وإن كانت هناك نسبة منهم لا تستطيع تحمل المسؤولية. وبين العصيمي أن جيل الشباب به طاقات كبيرة لا بد من مراعاتها ومعرفة كيفية استخراجها وأن لا يتعامل المجتمع معهم بأسلوب التحطيم والاستهزاء، ومن المفترض معرفة ما يحبه الابن منذ صغره لكي نستطيع الحكم عليه في المستقبل.