المواقف الصعبة المدلهمّة هي التي تظهر معادن الرجال، والشدائد والصعاب هي التي تكشف عن البواطن الرديئة والحسنة، وهذه الملحمة العارمة، والأحداث الجليلة التي تموج بجوانب من العالم العربي أثبتت وكشفت عن كثير من مجريات الأحداث والأمور.. فكشفت وأوضحت الصديق من العدو، والحبيب من البغيض، والخبيث من الطيب.. وفي نفس الوقت كشفت هذه الأحداث عن مدى قوة وتلاحم الشعب السعودي مع قيادته الحكيمة.. وقد أثبتت هذه الأحداث أن الشعب السعودي ما هو إلاّ صخرة صماء، وجبل أشم راسخ الأوتاد لا تهزّه الرياح والأعاصير مهما بلغت قوتها ومداها.. وهذه الأحداث أوضحت وبيّنت مدى نضج وتفكير الشعب السعودي الذي لا تقوده الأقوال الزائفة، والنوايا المغرضة. إن أولئك الذين يريدون زعزعة الأمن في هذا الوطن الذي أمنه المولى عز وجل من فوق سبع سموات حيث قال تعالى: (أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) العنكبوت: 67، إنما يريدون إشعال فتيل الحرب والفتنة والانشطار ما بين الشعب السعودي وقيادته الحكيمة.. وها هم قد باءت محاولتهم بالفشل والنكال والخسران.. فلله الحمد والمنّة. إننا نأمل في هذه الأيام العصيبة من كل مَن ينتمي إلى هذا الوطن وهذا الكيان المملكة العربية السعودية أن يجدد البيعة والولاء لخادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة.. ويجب علينا كمواطنين ومقيمين في هذا الوطن أن نفكر وبعمق نحو مجريات الأحداث حولنا.. فالغباء -بل وكل الغباء- أن نعيش في وطن آمن يغدق علينا من الخيرات، وقد آوانا ومنحنا بسخاء.. ثم نمنح ولاءنا وأفكارنا لغيره. نعم لتكون لنا كشعب سعودي ثورة، لا ككل الثورات، فثورتنا ثورة الحب والولاء والطاعة والبيعة لقيادتنا الرشيدة، هذه القيادة التي نجزم أن لا مثيل لها، كيف لا وهي تحكم بكتاب الله، وسنة نبيه.. فنحن نثور مع هذه القيادة وليس ضدها، ونحن نثور.. لتخمد ثورة حنين وغيرها.. ونثور.. ليتحسر الحاقدون والحاسدون.. يبقى أن نقول: إن سر التفافنا حول قيادتنا الرشيدة هو تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله، ولن تكون لنا قائمة ولا وزن إلاّ بالتمسك بهما، فعلينا جميعًا أن نلجأ إلى التوبة، وتحقيق الطاعة لله ورسوله، وعلينا كشعب سعودي أن نحطم الفواصل الاجتماعية بيننا (قبلي، حصري، بدوي، خضيري... إلخ)، ولنكن أمة واحدة، ووحدة واحدة، فربنا واحد، وكتابنا واحد، ومليكنا واحد، ووطنا واحد. ولنتذكر أننا في هذا الوطن حيزت لنا الدنيا، فقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه: (مَن أصبح آمنًا في سربه معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).. فمَن منّا لا تتوفر له هذه المعطيات؟! محمد أحمد فلاتة - المدينة المنورة