جاء ترقب الشعب السعودي لكلمة خادم الحرمين الشريفين وما يمكن أن تحمله لهم من قرارات غير بعيدة عن توقعات أطلقها بعض الخبراء. فلم يكن الشعب السعودي، كما رأى هؤلاء، يريدون مطالب سياسية ثورية كما حدث في تونس ومصر وليبيا، بل أن مطالبهم كلها، كما توقعوا، «تتركز حول تعزيز الرقابة على المال العام، ومكافحة الفساد، وتحسين مستوى المعيشة، ». وبالفعل غطت عشرون قراراً ملكياً كثيرا من تطلعات الناس كان على رأسها اعتماد الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه وذلك بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ترتبط مباشرة بالملك. وشملت القرارات الملكية المواطنين في القطاع العام والخاص. ابتداء بصرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، وطلاب التعليم العالي والحكومي، واعتماد صرف مخصص مالي قدره (2000) ريال للباحثين عن العمل, واعتماد الحد الأدنى للرواتب في الدولة عند (3000) ريال. واعتماد بناء (500) ألف وحدة سكنية على الفور، ورفع الحد الأعلى لقروض صندوق التنمية العقارية إلى (500) ألف ريال، والرعاية الصحية ودعم القطاع الصحي، ودعم جهاز الأمن الداخلي، وتحسين أداء القطاعات العسكرية والأمنية، ودعم دور العلماء والتوسع في العلم الديني ومراكز الدعوة والإرشاد، والأمر بالمعروف، والرقابة على الأسواق، واتخاذ إجراءات حاسمة لرفع نسبة السعودة. وإذا كانت القرارات الملكية قد لبت جزءاً كبيراً من تطلعات الناس في حياة كريمة تلبي احتياجاتهم المعيشية فإن ما حملته كلمات المليك من إشادة وفخر واعتزاز بأبنائه كانت في حد ذاتها أكبر تظاهرة لعمق المحبة بين خادم الحرمين الشريفين وشعبه. فقد خاطب الملك عبدالله كل قطاعات الشعب وفئاته ابتداء من المواطن العادي الذي أعلن – حفظه الله – الفخر به والتقدير الكامل لموقفه، ومروراً بالعلماء الذين جعلوا كلمة الله هي العليا، والكُتاب الذين كانوا سهاماً في نحور أعداء الدين والوطن والأمة، والعسكريين رجال الأمن الداخلي وكافة القوى العسكرية الذين كانوا درع الوطن واليد الضاربة لكل من تسول له نفسه في أن يخل بأمن واستقرار الوطن والمواطن. لقد كان الشعب السعودي في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحمله دوماً ويستمد منه العزم بعد الله. وأظهر المليك فخره واعتزازه بشعبه وأكد على أن المعاني والمفردات تعجز عن حمل مشاعره فأراد أن يسجلها التاريخ وتكتبها الأقلام . إنها مظاهرة في عمق المحبة بين القيادة والشعب تُمثل صمام أمان بعد الله لوحدة الوطن وأمنه واستقراره. نافذة صغيرة: [كم أنا فخور بكم .. والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم .. أقول ذلك ليشهد التاريخ .. وتكتب الأقلام .. وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن وأنكم صفعتم الباطل بالحق . والخيانة بالولاء وصلابة إرادتكم المؤمنة.] عبدالله بن عبدالعزيز