ازدادت التساؤلات في الآونة الأخيرة : إذا كان إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية هو مطلب شعبي لدى جماهير الضفة الغربية وقطاع غزة وفق ما أظهرته الحشود الوطنية في الضفة والقطاع مؤخرًا، إلى جانب كونه مطلب مشترك لكل من فتح وحماس، فلماذا إذا استمرار الانقسام والخلافات؟ أخيرًا أجاب رئيس السلطة الفلسطينية على هذا السؤال في حديثه أمس الأول أمام المجلس المركزي لفتح ، بالقول انه مستعد للذهاب إلى غزة (غدا) للعمل على إنهاء الانقسام ، ولكنه وضع بعض النقاط البالغة الأهمية في مقدمتها أن اللقاء مع قادة حماس والفصائل الأخرى في غزة لن يكون للحوار أو بحث الملفات المغلقة، وإنما للاتفاق على تشكيل حكومة من الشخصيات الوطنية المستقلة تكون مهمتها الإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني خلال ستة أشهر ، وانه لن يرشح نفسه للرئاسة كقرار نهائي لا يقبل المناورة. هذا القرار الشجاع يضع الكرة في مرمى حماس ، ويلقي بالمسؤولية على عاتق الشعب الفلسطيني في تلمس طريقه نحو تحقيق خياراته وأولوياته الوطنية ، وفي مقدمتها اختيار كافة السبل والأساليب التي تعجل بانتهاء الاحتلال والإعلان عن الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة بعاصمتها القدس الشريف ، ويتطلب في ذات الوقت من قيادتي فتح وحماس القيام بعدة إجراءات لتهيئة الأجواء المواتية لتحقيق وإنجاح اللقاء يأتي في مقدمتها وقف الحملات الإعلامية والاتهامات المتبادلة بين الجانبين والإفراج عن المعتقلين لدى كل منهما . وسواءً أكانت تلك المبادرة ردًا على دعوة رئيس وزراء الحكومة المقالة في قطاع غزة الثلاثاء الماضي ، أو كبادرة يقوم بها الرئيس أبو مازن ، فإن ما يهم الشعب الفلسطيني الآن هو إتمام المصالحة الوطنية وإغلاق ملف الانقسام إلى الأبد باعتباره الطريق الوحيد لاستجماع أوراق القوة وعناصر الصمود في الحالة الفلسطينية الحرجة غير المسبوقة التي تمر بها القضية الفلسطينية الآن بعد أن تراجعت عملية السلام إلى مربعها الأول . قرار ذهاب الرئيس محمود عباس إلى غزة هو تطور إيجابي وخطوة هامة كونها تستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني وتتجاوب مع متطلبات تفعيل العمل الوطني الفلسطيني التي يأتي في مقدمتها تبني موقف موحد لمواجهة التحديات المصيرية التي ازدادت بشكل كبير في ظل الانقسام .