أكدت وكالة رويترز أن مجلس النواب الأمريكي بدأ دراسة الأصولية المنتشرة بين المسلمين الأمريكيين. مشيرة إلى أن هذا الإجراء أثار غضب قيادات مسلمة ومنظمات حقوق مدنية محلية. وفي ما شبَّهت تلك القيادات هذا الإجراء بالحملات التي نظمت بخصوص الشيوعية أواسط القرن الماضي، فقد وصف رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب بيتر كينغ هذا الإجراء بأنه هام لمصلحة الأمن الأمريكي، وقال: هذه الجلسات مهمة لمواجهة تنظيم القاعدة ومعرفة تكتيكها، وقال: القاعدة تغير أساليب عملها باستمرار، فهي تدرك أن من الصعب جدًّا تكرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر مرة أخرى، وأن التجنيد من الداخل أسهل كثيرًا من الهجوم من الخارج. وشكك كينغ في احتمال تعاون المسلمين الأمريكيين مع هيئات تطبيق القانون، ووصف المساجد بأرض خصبة لنشر الأصولية. وتسببت تصريحاته في حدوث ردة فعل قوية حيث هاجم مسلمون ومدافعون عن الحقوق المدنية تصريحات كينغ، وقالوا إن المسلمين يُستهدفون ظلمًا، وذكّروا بأن المسلمين أمدوا السلطات سابقًا بمعلومات سرية، مشيرين إلى أن بائعًا مسلمًا هو من حذّر من محاولة تفجير سيارة في مانهاتن العام الماضي. وأشارت قيادات مسلمة إلى أن من أكبر المشكلات التي يعاني منها المجتمع الأمريكي تراجع الثقة المتبادلة بين أفراده، وتلك الريبة التي ينظر بها قطاع كبير من الأمريكيين للمسلمين، موضحين أن إعادة ثقة المجتمع الأمريكي بمسلميه ضرورية لإحباط هجمات، وأكدوا أن الإجراء الجديد الذي ينوي مجلس النواب إجراؤه قد يعرض النسيج الاجتماعي الأمريكي إلى مزيد من التهتك، كما أنها تعزِّز من الآراء التي يثيرها بعض دعاة العنف بأن الولاياتالمتحدة مناهضة للمسلمين. وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد تعرض لانتقادات عنيفة لإرساله ضباطًا متخفين إلى المساجد. كما تحدثت الوكالة عن مخاوف لدى المسلمين الأمريكيين تؤججها محاولات مثيرة للجدل لمنع بناء مساجد جديدة فضلاً عن جدل عنيف بشأن تصرفات معادية للمسلمين على شاكلة تهديد قس فلوريدا بحرق المصحف الكريم. وتطرقت الوكالة إلى الجدل الذي أثارته خطط لبناء مسجد في موقع هجمات سبتمبر التي اعترضت عليها العديد من أسر ضحايا الهجمات الذين رأوا في بناء مسجد في هذا المكان استفزازًا لمشاعرهم. وشن كثير من عائلات ضحايا الهجمات حملة لمنع بناء المسجد قائلة إنه سيكون بمثابة خيانة لذكرى الضحايا. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أثار عاصفة من الجدل عندما أعلن عن تأييده لبناء المسجد، مشيرًا إلى أنه قد يكون طريقة لتوضيح الدين الإسلامي على حقيقته، لاسيما أن المسجد الذي تقرر أن يطلق عليه اسم (بيت قرطبة) يضم مسجدًا ومكتبة إسلامية ضخمة، ومركزًا للتعريف بالإسلام. وقال أوباما في توضيح لموقفه: باعتباري مواطنًا وباعتباري رئيسًا أعتقد أن للمسلمين نفس الحق في ممارسة شعائر دينهم كأي شخص آخر في هذا البلد. هذه أمريكا ولابد من أن يكون التزامنا بالحرية الدينية واضحًا لا يتزعزع. إذا كان من الممكن بناء كنيسة أو معبد، أو معبد هندوسي في مكان ما، فلا يمكن ببساطة حرمان هؤلاء الذين يريدون بناء مسجد من هذا الحق.