من المحتمل أن تكون النساء اللاتي يحتسين يوميًا كوبًا واحدًا على الأقل من القهوة أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من اللاتي يشربن كميات أقل أو لا يتناولنها مطلقًا. هذا ما خلصت إليه دراسة استغرقت أكثر من عشر سنوات على نساء في السويد وفنلندا، ونشرت نتائجها مؤخرًا في بعض الدوريات الطبية، فيما لم تنصح الدراسة بالبدء في تناول القهوة للحد من خطورة التعرّض للسّكتة، حيث قالت: إنه لا تزال الأدبيات الطبية متضاربة حول أثر القهوة في الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. وأظهرت الدراسة التي أجريت على 34,670 امرأة، أعمارهن بين 49 و83 عامًا، أن خطر إصابة من يتناولن أكثر من كوب واحد من القهوة في اليوم بالسكتة قد انخفض بنسبة 22-25% مقارنة باللاتي تناولن مقدارًا أقل. وفي حين أن تناول أي كمية من القهوة (من كوب إلى خمسة أكواب أو أكثر يوميًا) قد خرجت بنفس النسبة، إلا أن تناول المزيد من الكميات لم يخفض خطر الإصابة بالسكتة، بغض النظر عن الزيادة في شرب القهوة. ويقول القائمون على الدراسة: إنه من الممكن أن تقلل القهوة الالتهابات وتحسن استجابة الجسم للأنسولين. وعلى الجانب الآخر ربما كانت النساء اللاتي لم يتناولن القهوة عرضة لمخاطر أخرى غير معروفة. ويبقى أن سر خفض القهوة لخطر الإصابة بالسكتة غير واضح حتى الآن. وتظهر الدراسات الحديثة وجود زيادة بسيطة في احتمال الإصابة بالسكتة في غضون ساعة من تناول القهوة بسبب زيادة نبض القلب وارتفاع ضغطه. يقول د.إيرك رم، دكتوراة في العلوم، وأستاذ طب مشارك في معهد هارفارد الطبي في بوسطن بالولايات المتحدة: إنه من الواضح إلى حد ما أن شرب القهوة بمقادير متوسطة إلى كبيرة جدًا لا تزيد من الإصابة بالسكتة. لكن على المدى البعيد، قللت الفائدة البسيطة لتحسس الأنسولين من الإصابة بالسكري، كما تشير العديد من الفوائد الأخرى التي ربما توجد في حبوب البن إلى محدودية الإصابة على المدى البعيد، بل وربما تفيد في الحد من مخاطر السكتة. ولا يرحب الدكتور روجر بونومو، وهو مدير قسم رعاية مرضى السكتة الدماغية بمستشفى ليونكس هل في نيويورك، بالإقلاع عن شرب القهوة لحماية الصحة، قائلًا: إن تحديد شرب القهوة ليس جيدًا لصحتك. فلتحافظ على عاداتك الخاصة بتناولها منتظمة. كما أنه من السابق لأوانه التوجيه بشرب المزيد من القهوة أو التقليل منها بغرض التقليل من احتمال الإصابة بالسكتة، حسب رأي الدكتورة كاثي سيلا، أستاذة علم الأعصاب في معهد جورج هامفري الثاني، ومديرة مركز السكتة الدماغية والمخية الوعائية في معهد الأعصاب بالمعهد الطبي لكلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف، بمدينة كليفيلاند في أوهايو بالولايات المتحدة. فهي تقول: إنه بوسعنا حاليًا القيام بأمور من شأنها التقليل من احتمال الإصابة بالسكتة، وذلك لأن أهم العوامل المؤثرة والوحيدة في كافة السكتات الدماغية هو ارتفاع ضغط الدم، والغالبية العظمي من الناس إما أنهم لا يعلمون أنهم مصابون به، أو أنهم يعلمون لكن لا يسيطرون عليه، لذلك يجب قياس الضغط، وإذا كان مرتفعًا يجب وضع خطة لخفضه، وذلك يشمل خفض الوزن، والتقليل من تناول الملح، أو تناول الأدوية.