وضع الدكتور غازي عبيد مدني مدير جامعة الملك عبدالعزيز الأسبق، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة “المدينة” للصحافة والطباعة والنشر خبراته الوظيفية التي استجمعها على مدى 40 عامًا أمام طلاب كليات إدارة الأعمال بجدة، وتحدث عن الإدارة الناجحة وأهدافها والخطوات التي توصل الإنسان إلى النجاح في حياته الإدارية. وثمّن مدني جدوى الحلقات النقاشية التي توضح حقيقة الإدارة ومميزاتها جاء ذلك خلال محاضرته التي ألقاها مؤخرا أمام طلاب كليات إدارة الأعمال بعنوان «مفهوم النجاح والقيادة والإدارة». وكان في استقباله عميد كليات إدارة الأعمال الدكتور حسين بن محمد العلوي والدكتور أنس طاشكندي والدكتور لؤي الطيار وعدد من أعضاء هيئة التدريس وعدد من الطلاب. وتطرق د. مدني في حديثه إلى محددات النجاح في الادارة ورأى أن هذه العملية تتكون من 4 عناصر هى الأهداف والمنتجات والعمليات والمدخلات. وعن الأهداف قال: يجب أن يكون هناك محددات رئيسية لأى مؤسسة أو شركة من بينها الوصول إلى معدل ربح محدد أو تحقيق انتشار أوسع أو نيل جائزة. وأشار إلى أهمية وضع استراتيجية واضحة طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل وبرامج لدراسة السوق على أن يرتبط ذلك بقدرة على تخفيض المصاريف وزيادة الايرادات والمنافسة. وأشار إلى أن الطريق نحو النجاح يعتمد على مدخلات رئيسية منها التوكل على الله والتسلح بالعلم واكتساب الخبرة والتصميم والحزم أو الارادة مع الادارة فضلا عن المعرفة المتواصلة بالسوق. ودعا إلى أهمية التزام المؤسسات في طريقها نحو النجاح ببرامج المسؤولية الاجتماعية ومتابعة ما يصدر من أنظمة الدولة. وفي تعريفه للنجاح أشار د. مدني إلى اختلاف المفهوم من شخص إلى آخر وربما من مرحلة إلى أخرى بالنسبة للشخص للواحد. وقال: هل يعني النجاح ان تكون وزيرا أو مدير شركة كبيرة او عميد كلية إدارة الاعمال أو تاجر كبير أو أشهر نجار في البلد. وخلص في هذه النقطة إلى إن النجاح ليس مقصورًا على مهنة او وظيفة أو نشاط محدد. وعن معايير النجاح، تساءل هل هو الرضا النفسي أم إعجاب الناس أو تحطيم أكبر عدد من المنافسين أو الجد في العمل. تحقيق الأهداف وفي إطار رؤيته لتحقيق الاهداف استعرض د. مدني تعريفه للهدف وهل هو بمثابة محطة وصول ام غاية في حد ذاتها. كما تطرق إلى كيفية وضع الهدف استشرافًا للمستقبل من خلال قراءة لأوراق الواقع اعتمادا على التجارب والخبرات والمؤثرات المختلفة. واستعرض د. مدنى بعض المخاطر التى يمكن ان تؤثر على تحقيق الاهداف المرصودة. مشيرًا إلى أهمية العامل الزمني الذي يرتبط بالماضى والمستقبل المنظور والمستقبل غير المنظور. وأشار إلى أن الماضي يعنى حالة التأكد والمستقبل المنظور يعنى حالة الامكانية ووضع الاحتمالات، فيما المستقبل غير المنظور يعنى حالة عدم القدرة على وضع احتمالات وعدم التأكد. واستعرض ضرورة وجود أهداف طويلة طويلة وقصيرة الأجل أمام أي ادارة وأن تكون قادرة على التعامل مع المخاطر ولديها شعور بالمسؤولية والثقافة الاجتماعية. من جانبه وجّه الدكتور عبدالله دحلان رئيس مجلس أمناء الكلية كلمة قال فيها: إن الكلية ستكون من أبرز الكليات في المملكة ومن أوائل الجامعات مستقبلًا لتحقيق رغبة كل طالب يريد أن يصبح رجل أعمال في المستقبل. وقال الدكتور أنس طاشكندي مدير شؤون الطلاب: إن هذه المحاضرة من أهم المحاضرات التي أعدتها الكليه للطلاب، وأن فيها من الفائدة ما يعم به على جميع الطلاب. وقال الدكتور لؤي بن بكر الطيار وكيل الكلية لشؤون الطلاب نطمع من معالي الدكتور غازي محاضرات وندوات تستمر لأكثر من مرة على مدى تاريخ هذه الكلية لكي نستشف من علمه وخبراته، التي تنير طريق أبنائنا الطلاب لتحديد مسار دراستهم والتخصص المطلوب لذلك.