تبادلت شركة المياه الوطنية وأمانة جدة المسؤولية حول تسربات تمديدات المياه بأحياء شرق جدة وتحديدًا مخطط المساعد والعبيد وحي قويزه والتى أدّت بدورها إلى انقطاع المياه عن الأحياء لقرابة شهر كامل ففي الوقت الذي أكّد فيه المهندس علوي سميط وكيل أمين جدة للمشاريع والتعمير وجود تسريبات واضحة في تمديدات المياه بأحياء شرق جدة مشيرًا إلى أن الأمانة لم تقم بتوجيه الشركة بإيقاف ضخ المياه عن الأحياء أو حتى إشعارهم بذلك لأن هذا ليس من صميم اختصاص الأمانة. نفى مدير وحدة أعمال المياه بمحافظة جده المهندس عبدالله العساف وبشكل قاطع وجود أية تسريبات من تمديدات المياه مؤكدًا أن انقطاع المياه جاء بسبب تداخل الخدمات بين شركة المياه الوطنيه وأمانة جدة فتم إيقاف ضخ المياه لتحويل خط المياه ومد تمديدات الأمانة لصالح المياه الجوفية، وأضاف لقد تم إعادة ضخ المياه بشكل طبيعي لجميع أحياء جدة التي تم إيقاف الضخ عنها في الفترة الماضية، وهو الأمر الذي نفاه السكان حيث أشاروا إلى أن مدير الشركة وعدهم بعودة الضخ صباح الثلاثاء الماضي ولم يلتزم بالوعد حتى عصر أمس الجمعة وكان سكان مخطط المساعد والعبيد وحي قويزه قد أبدوا تذمرهم واستياءهم من تقاعس المسؤولين بشركة المياه عن حل مشكلة الانقطاع عن أحيائهم وقالوا: إن مسؤول التشغيل والصيانة تركي النجار أرجع مشكلة إيقاف ضخ المياه لأحيائهم للتنسيق مع أمانة جدة لحل بعض مشاكل الخدمات هناك وأخبرهم بأن المياه ستعود خلال أربعة عشر يومًا بشكل مستمر إلا أن ذلك لم يتم الأمر الذي تسبب في إرهاقهم بتكاليف شبه يومية على السكان لجلب ناقلات مياه التحلية حمولة 19 طن والتي يبلغ ثمن جلبها 119 ريال. أعذار واهية عبدالرحمن الشهري من سكان حي المساعد قال: نحن نستغرب من تعامل المسؤولين في شركة المياه الذين ينظرون لنا بعين الاحتقار ويتعاملون معنا على أننا سذّج فمرة يقولون السبب الأمانة ومرة يقولون الخزانات في مرحلة الصيانة وثالثة يقولون خزانات المواطنين ذات سعات صغيرة، مع العلم أن جميع المواطنين يعلمون أن السبب التسربات للمياه العذبة التي استمرت تسعة أشهر تغمر الأحياء والشوارع ورغم بلاغاتنا المتعددة للشركة بأن المياه المحلاة تهدر في الأحياء وتهدد البيئة وأساسات المباني وتتلف الشوارع والأرصفة والمرافق العامة إلّا أن الشركة كانت لا تستجيب لتلك البلاغات وأنا أُطالب من وزير المياه والكهرباء محاسبة القائمين على الشركة لإهمالهم التسربات طوال الأشهر الماضية رغم علمهم بها. كما نطالبهم بتعويضنا عن الأضرار التي لحقت بنا من جراء هذه التسربات من جراء إيقاف الضخ لمدة شهر. استهتار بالمواطنين المواطن سرحان الغامدي قال: راجعنا مدير الشركة يوم الاثنين الماضي وأكّد لنا أن المياه ستضخ في الشبكة صباح غد الثلاثاء وكما ترى ها نحن عصر الجمعة (أمس) ولم تصل المياه إلى خزانات المنازل عبر الشبكة وفي هذا استهتار بالمواطنين وتلاعب بمشاعرهم وأتمنى من المسؤولين في المحافظة والوزارة محاسبة المتسببين في هذا الأمر. الأوضاع لاتطاق وقال غرسان الزهراني من سكان مخطط المساعد: إن الأوضاع لم تعد تطاق فمنسوب المياه بخزان منزله لايرتفع لسم واحد بعد نفاذ مايفرغه وايت المياه المدفوع الذى يجلبه كل يومين تقريبا على مدى شهر تقريبا واضاف لقد تكبدنا الكثير من المشاكل وواجهناها بالصبر الا ان الامر مختلف تماما هذه المره خصوصا حينما يتعلق الامر بالمياه. فيما عبّر محمد الزهراني عن خيبة امله الشديدة بقوله: ذهبت مع مجموعة لمسوؤل التشغيل والتوزيع بشركة المياه المهندس تركي النجار والذي وعد بعدم استمرار انقطاع المياه إلا أن المشكلة تجاوزت الثلاثين يومًا، وأخيرًا كشف الزهراني عن عريضة شكوى لإمارة منطقة مكةالمكرمة سيتوجه بها الأهالي في حال عدم عودة المياه اليوم. شكوانا “للمظالم” وأعرب كل من إبراهيم شيبان ومسفر الخثعمي عن أسفهما لما تعانيه هذه الأحياء من مشاكل عدة وبشكل مستمر وأضافا: لقد تأملنا خيرًا بجفاف الطفوحات والمستنقعات التي كانت توصف عادة بالجوفيه فإذ بنا نتعرض على الفور لأزمة المياه مشيرا إلى امكانية وجود علاقه بين الأمرين. وقال الشيخ سعيد الاسمري: أحد سكان الاحياء المحاذية للخط السريع والقاضي سابقًا بالمحكمة الكبرى والمشرف على مكتب الاسمري للاستشارات القانونية والمحاماة أحقية أهالي هذه الاحياء رفع قضايا بديوان المظالم على شركة المياه خصوصا وأن لا ذنب للسكان في إصلاح الخدمات وما إلى ذلك وإلزام المواطنين دفع مبالغ لجلب المياه يوميًا في بعض المنازل والعقارات مشيرًا إلى انقطاع المياه حتى عن المساجد بالحي. وناشد المواطن سعيد المالكي المسؤولين بسرعة التدخل وإنقاذ سكان “العبيد” من التلوث الذي يظهر جليا بمجرد فتح صنابير المياه بمنازلهم حيث الرائحة غير المرغوبة واللون غير المعهود للمياه النقية مؤكدًا اختلاط المياه التي تضخ لهم بمياه الصرف الصحي والأتربة وقد يكون ذلك بسبب تلف التمديدات وتسريب المياه منها ودخول الأتربه والمياه الملوثة وأضاف منذ مايزيد على أربعة أشهر وأنا أستعين بالمياه الصحية المغلقة في قضاء جميع حوائجي نحو إعداد الطعام والشرب والغسيل والوضوء متحملًا التكلفة التي تمثلها هذه المياه شهريًا بالنسبة له.