تميز معرض الرياض للكتاب 2011، الذي اختتم فعالياته أمس، بمزاحمة الكتب الإلكترونية وتطبيقاتها للكتب الورقية، وبالرغم من كون الكتب الورقية لا زالت تحتل المساحات الأكبر من رفوف دور العرض والأجنحة بالمعرض، إلا أن الكتاب الإلكتروني استطاع مجاورة الكتب الورقية بتطبيقاته المتعددة. وتأتي إصدارات عدد من شركات البرمجيات الحاسوبية لتضفي قوة داعمة لتواجد الكتاب الإلكتروني بصيغ تطبيقية متعددة، تشمل البرامج المتخصّصة لعرض الكتب الإلكترونية عبر وسائط الجوال والآي باد والآي فون وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي غدت ملازمة لعدد كبير من الأشخاص في حياتهم اليومية. إلى ذلك تأتي الكتب الإلكترونية بتقديم عدد من الإصدارات الحديثة لكتب التراث الإسلامي، كصحيح البخاري، ومسلم، والفتاوى الدينية وعلوم اللغة العربية وخاصةً المصنفات الكبيرة في هذا الباب. كما كان لكتب اللغات والقواميس اللغوية العربية والأجنبية نصيبها من تلك الكتب الإلكترونية، يضاف لذلك كافة البرامج التطبيقية ذات البعد التعليمي للغات البرمجة الحاسوبية، كلغة الفيجوال دوت نت، والفيجول بيسك وغيرها من التطبيقات واللغات الحاسوبية. كما تأتي دروس تعليم اللغات الأجنبية والعربية للصغار والكبار من ضمن المواد التي تحتويها تلك الكتب الإلكترونية بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011. ويرى عدد من زائري المعرض هذا العام أن الكتاب الإلكتروني بدأ يأخذ حيزاً من اهتماماتهم الشرائية، وألمح عدداً منهم على أن توفر التطبيقات المتعددة لتلك الكتب الإلكترونية على أجهزتهم الشخصية كالهاتف المحمول تدفعهم إلى العمل على تجربة ذلك النوع من الجديد من الكتب. إلا أن البعض ممن التقينا بهم من زائري معرض الرياض للكتاب لم يبدوا تقبّلهم للتحول من الكتاب الورقي للكتاب المقروء إلكترونياً بسبب عاداتهم الشخصية في التعاطي مع الكتب الورقية والتي يروون فيها أنها لازمتهم لفترة طويلة من الزمن لذلك أضحوا ممن لا يستطيعون الانفكاك عن رائحة الورق. يشار إلى أن الكتب الإلكترونية لا تزال بحاجة لمزيد من الانتشار والتقبّل من قبل جمهور القراء، كما أن العديد من كبار السن وممن اعتادوا على القراءة الورقية للكتب لا يجدون قدرة على التعامل مع التطبيقات الحديثة للتقنية والتي يتعامل معها صغار السن باحترافية كبيرة كونها ثورة تقنية واكبت جيلهم الحالي.