بينّ أستاذ الدراسات العليا في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة القصيم أ.د. عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار الحكم الشرعي وأنواع الجراحات في عمليات التجميل؛ فقال: أقسام الجراحة التجميلية تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: الجراحة التجميلية الضرورية: وهي العمليات التي تجرى للإنسان في حالة وجود تشوهات، وهذه التشوهات تنقسم إلى نوعين: الأول: تشوهات خلقية: وهي التي يولد بها الإنسان كالأذن الناتئة أو المفقودة، أو حول العين، أو الحنك المفلوج، أو تلك العيوب الناشئة عن إصابة الإنسان بأمراض حادثة، الثاني: عيوب مكتسبة وطارئة: والتي تكون بسبب الحوادث؛ كحوادث السيارات، أو الحرائق، أو بسبب الحروب، أو المنازعات بين الأفراد. وهذا القسم السابق ذكره بنوعية تدل الدلائل على جوازه، وإن كان يتضمن في نفسه معنى التجمل والتحسين، ومن تلك الدلائل ما يلي: 1- اشتمال تلك العيوب على ضرر حسي ومعنوي، بحيث يتأذى منها الإنسان مما يوجب الإذن بالقيام بتلك الجراحة لأنها حاجة، والحاجة تنزل منزلة الضرورة. 2- إن هذه الجراحة لا تُعَدُ تغييرًا في خلق الله للأمور الآتية: أ- وجود الحاجة الموجبة للتغيير، فيستثنى من نصوص التحريم، لما ورد عن أبي هريرة وغيره من حديث عبدالرحمن بن طرفة (أَنَّ جَدَّهُ عَرْفَجَةَ بْنَ أَسْعَدَ قُطِعَ أَنْفُهُ يَوْمَ الْكُلاَبِ فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ). ب- هذا النوع المقصود من إزالة الضرر وجاء التجميل والتحسين تبعًا لذلك. ج- إن القيام بتلك الجراحة من أجل إعادة العضو إلى الخلقة الطبيعية له. د- جواز إزالة التشوهات والإصابات الناتجة عن حوادث السيارات والحرائق والحروب والمنازعات بين الأفراد لكونها تندرج تحت الأصل المجيز لمعالجتها”. وأضاف موضحًا القسم الثاني من أقسام الجراحة الاختياري فقال: “والذي يقصد به تغيير ملامح الإنسان إلى الأحسن كما يظن لمن يطلب إجراءها، وهذه الجراحة غير مضمونة النتائج والعواقب، بل ربما تكون نتائجها على غير ما يراد منها، مع ما يصرف عليها من المبالغ الطائلة، ومن أنواع تلك الجراحات ما يلي: - جراحة الأنف التجميلية: والتي يراد منها تصغير الأنف أو تكبيره، أو إزالة النتوءات الظاهرة بها. جراحة الصدر التجميلية: والتي تهدف إلى تحسين شكل الثدي إما بتصغيره أو بتكبيره أو برفعه. - جراحة شد الوجه وتقشيره: والتي يراد منها إزالة التجاعيد وإظهاره بالنضارة والحسن. - تجميل الجفون: وذلك بإزالة تجاعيد الجلد وتصحيح تهدله. - جراحة شد البطن: والتي يراد منها إزالة الدهون المتراكمة بها مع شد عضلات البطن. - رفع جلد الجبهة: والمراد منها إزالة التجاعيد الموجودة بها. - جراحة الأرداف والفخذين: والمراد منها تحسين محيط الأرداف ومنطقة الفخذين. - شفط الدهون: والهدف منها تعديل القوام. وهذه العمليات وغيرها كثير مما بدأ يظهر على الساحة تدخل في حكم التحريم لأنها لا تشتمل على دوافع ضرورية أو حاجية، بل الظاهر منها تغيير لخلق الله تعالى وطلب الحسن وتجديد الشباب وتعديل القوام، وقد أفتى كثير من أهل العلم بحرمتها .