أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس غداة اجتماع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن الجامعة تدعم إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا. فيما قال المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي وإن أي محادثات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي. وأوضح المجلس - الذي يتحدث باسم معظم المناطق الواقعة في شرق ليبيا والتي يسيطر عليها معارضو القذافي - موقفه بعد أن أذاع التلفزيون الحكومي كلمة تدعو لإجراء حوار. وكان جاد الله عزوز الطلحي رئيس الوزراء الليبي في الثمانينات وهو من شرق ليبيا ظهر في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ قبائل مدينة بنغازي يدعوهم فيها لحوار وطني لوقف إراقة الدماء. وردًا على سؤال عن هذه الكلمة قال أحمد جبريل المسؤول بالمجلس الوطني الانتقالي لرويترز إنه على معرفة وثيقة بالطلحي وهو شخصية محترمة في ليبيا كرجل وقف أمام القذافي إلا أن جبريل أضاف أن المحتجين أوضحوا أن أي مفاوضات يجب أن تكون على أساس تنحي القذافي مشيرًا إلى أنه ليست هناك أي تسوية أخرى. يأتى هذا فيما شنت قوات الأمن الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس هجوما على محتجين متوجهين من المدن الشرقية إلى مدينة سرت ، مسقط رأس القذافي وقالت حركة "شباب ليبيا" المعارضة إن قوات القذافي داهمت مدينة راس لانوف الغنية بالنفط شرقي البلاد لمهاجمة الثوار ، بعد ما تردد حول اختبائها في منازل قرى مجاورة أمس الاول وتسعى قوات القذافي لاستعادة السيطرة على المدن التي سيطر عليها الثوار ، الذين يحاولون بدورهم التقدم غربا نحو سرت غير أن المعارضين لم يستطيعوا السيطرة على بلدة بن جواد الصغيرة ، التي تبعد عن سرت مسافة أقل من مئة كيلومتر. وأشارت المعارضة إلى أن ثمانية من الثوار على الأقل لقوا حتفهم في القتال بين المحتجين والقوات الحكومية هناك. من جانبه ، قال صلاح بادي ، المسؤول في القيادة العسكرية للمحتجين في مصراته إن الوضع هادئ هناك منذ صباح اليوم الاثنين”امس”. وكانت قوات القذافي تسللت إلى المدينة أثناء الليل ومعها 42 مركبة عسكرية وسبع دبابات ، غير أن القوات انسحبت بعد اشتباكات عنيفة. وتردد أن المحتجين دمروا دبابتين وكان بادي ، الطيار السابق في الجيش الليبي التابع للقذافي ،قد أكد في وقت سابق أن هناك كتائب تابعة للقذافي ومنها كتيبة الساعدي وكتيبة حمزة تقوم بمحاصرة مدينة مصراته وتقوم هذه الكتائب بعمليات كر وفر بين الحين والآخر وقال بادي ، الذي انضم للثوار ، في وقت سابق :"في آخر هجوم لهذه الكتائب كانت حصيلة الضحايا 24 قتيلا منهم 18 شهيدا من الثوار أو المحتجين ومن بينهم طفلة عمرها سنتان". وفي سياق التطورات قال سكان بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والتي بدأت منها الاحتجاجات إن السعادة التي عمت إثر طرد قوات القذافي بدأت تضعف. وقال صلاح بن سعود (57 عاما) الوكيل السابق لوزارة الزراعة إنه بعد الاحتفالات يشعر سكان بنغازي الآن بالقلق إزاء سكان غرب البلاد. وأضاف أن سكان الغرب بدأوا يفقدون السيطرة على بعض المناطق وهذا يثير قلق سكان بنغازي من أن تكون قوة دفع “الثورة” بدأت تتباطأ. وتابع “أنا فوق السبعين من عمري وأعيش أسعد أوقات حياتي”، مضيفًا أنه كان يقول لزوجته أنه سيموت على الأرجح قبل أن يرى نهاية القذافي.